SWED24: مع اقتراب الانتخابات الألمانية المرتقبة، يوم غد الأحد، اتخذت عدة شركات كبرى موقفاً سياسياً علنياً، في خطوة غير معهودة في عالم الأعمال الألماني. من بين هذه الشركات: سيمنس، مرسيدس-بنز، ودويتشه بنك، التي دخلت إلى ساحة الجدل السياسي محذرة من تنامي التيارات القومية واليمينية المتطرفة.
ولطالما التزمت الشركات الألمانية الحياد السياسي، لكن هذا العام يبدو مختلفاً. يقول كنوت بيرغمان، الباحث في المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية، في حديثه إلى دويتشه فيله: “لطالما نأت الشركات بنفسها عن السياسة الحزبية في ألمانيا، لكن الأمور تغيرت الآن”.
وفي هذا السياق، صرّح الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس، رولاند بوش، بأن الانتخابات قد تؤدي إلى “زيادة ضخمة في المواقف المعادية للأجانب”. أما المدير السويدي لشركة مرسيدس-بنز، أولا كاليينيوس، فقد شدد على أن النمو الاقتصادي لا يعني “التراجع عن القيم الأساسية”.
ورغم أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) لم يُذكر صراحة في التصريحات، إلا أن المراقبين يرون أن موقف الشركات الكبرى يعبر عن رفض غير مباشر للحزب اليميني المتطرف، المعروف بمواقفه القومية والمعادية للهجرة.
إيديكا تتخذ موقفاً حاداً ضد اليمين المتطرف
لم يكن هذا التدخل الأول من نوعه، إذ سبق أن عبرت سلسلة متاجر “إيديكا” عن موقفها قبل الانتخابات المحلية في تورينغن وساكسونيا، حيث حصل حزب AfD على نتائج قوية.
ونشرت الشركة إعلاناً في الصحف جاء فيه أن “اللون الأزرق ليس خياراً مناسبًا”. وقد اختارت اللون الأزرق للإشارة إلى المنتجات الفاسدة، وهو نفس اللون الرسمي لحزب البديل من أجل ألمانيا.
في المقابل، رد السياسي في الحزب توربين براغا شاكراً “إيديكا” على دعاية غير مقصودة، مشيراً إلى أن موظفيها وزبائنها يصوتون لصالح AfD.
انعكاسات سياسية واقتصادية
تعتقد إيفا أوسيانسون، الباحثة في مجال العلامات التجارية بجامعة جوتنبرج، أن الوضع العالمي غير المستقر دفع الشركات إلى اتخاذ مواقف سياسية أكثر وضوحًا.
وتوضح: “في ظل حالة عدم اليقين السياسي، ترغب هذه العلامات التجارية في اتخاذ موقف واضح يعبر عن قيمها الأساسية.”
ولكنها تحذر أيضًا من أن اتخاذ موقف سياسي قد يؤدي إلى نفور بعض العملاء، مضيفة: “ما يجذب البعض قد ينفّر آخرين لديهم آراء مغايرة”.
وفي حين أن هذا التحرك قد لا يؤثر بشكل مباشر على نتائج الانتخابات، إلا أنه قد يعيد تشكيل العلاقة بين الشركات الكبرى والمجتمع الألماني، مما يمنح هذه العلامات التجارية قيمة رمزية في مواجهة التطرف.