نشرت قناة “SVT” التلفزونية قصة مؤثرة عن حياة امرأة تدعى، سوزان ريديبو، التي تضطر يومياً إلى قطع مسافة أكثر من 193 كيلومتراً من منزلها من أجل الذهاب إلى العمل، وذلك في وقت تعاني فيه مناطق عدة من نقص القوى العاملة.
وكانت سوزان، وفقاً لقرير “SVT”، قد عادت إلى تورنيدالين شمال البلاد بعد أن فقدت وظيفتها في “جامعة مالاردالين”، في حين أنها تتنقل الآن للعمل في الشمال، حيث يوجد نقص في القوى العاملة.
ونقلت القناة التلفزيونية عن مستشار بلدية أوفيرتورنياس، توماس مورتبرغ، قوله: “هناك نقص في المعلمين والممرضين والأخصائيين الاجتماعيين.. هناك نقص في كل مهنة.”
وفيما يتعلق ببطلة القصة، قالت “SVT” إنه عندما تقفل سوزان باب منزلها في ماريفريد بجنوب شرق البلاد، يكون أمامها أكثر من 12 ساعة عمل. وأوضحت أن سوزان تعمل لمدة أسبوعين في الشهر من مقر العمل في أوفرتورنو بشمال البلاد، بينما تعمل أسبوعين عن بعد من سودرمانلاند.
وذكرت القناة أنه في ثمانينيات من القرن الماضي، كانت سوزان واحدة من بين الكثيرين الذين انتقلوا من محافظة نوربوتن أقصى الشمال إلى العاصمة ستوكهولم للعثور على عمل، مشيرة إلى أنها تقوم الآن بنفس الرحلة في الاتجاه المعاكس.
وأردفت “SVT” أنه خلال جائحة كورونا، فقدت سوزان وظيفتها في إحدى الصحف في مالاردالين، كما أنها حصلت بدلاً من ذلك على وظيفة في بلدية طفولتها، والتي تعاني من نقص كبير في العمالة.
وقالت القناة إنه من أجل التعامل مع الاستثمارات الصناعية في شمال السويد، يقدر المحققون الحكوميون أنه يجب أن ينتقل 100 ألف شخص إلى نوربوتن وفستربوتن.
وصرح مورتبرغ لقناة “SVT” بأنه في بلدية أوفرتورنو، “لدينا نقص في العمالة في العديد من الصناعات. لقد تغير الأمر كثيرًا في السنوات العشر الماضية فقط. إلى ذلك، يرى ريكارد إريكسون، أستاذ الجغرافيا الاقتصادية في “جامعة أوميا – Umeå”، أن هناك تحديًا كبيرًا في الحصول على ما يكفي من العمالة.
وقال إريكسون لـ”SVT”: “اليوم، جميع البلديات باستثناء أوميو وسكيليفتيو وبيتيو ولوليو يتقلص عدد سكانها. وفي ظل هذه الظروف، سيكون من الصعب جدًا أن تنمو بالقدر الذي يجب أن تنمو به نورا وفاستربوتن.”
وأضاف: هناك أيضًا تحديات ثقافية أخرى. “هناك قاعدة حضرية سادت لفترة طويلة حول ماهية الحياة الناجحة – الحياة الحضرية الناجحة – في حين أن المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة كانت عكس ذلك. يجب أن يتغير هذا الأمر”