SWED 24- تحقيقات/ في مطار آرلاندا بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وبين زحام المسافرين وعدسات كاميرات المراقبة، تعرضت عائلة عراقية، قدمت إلى السويد في زيارة سياحية، يوم 20 ديسمبر/ كانون الأول 2024 لحادث سرقة خاطف أثار استغراب الجميع.
العائلة المكونة من ثلاثة أفراد، والتي لا تقيم في السويد، عبّرت لـ SWED 24 عن شعورها بالصدمة والغضب مما تعرضت له. وأوضح سمير صادق (اسم مستعار)، وهو رب الأسرة التي تعرضت للسرقة، أن عائلته كانت تعتبر السويد بلداً معروفاً بالأمان وسرعة استجابة الشرطة، لكن ما حدث كان بمثابة صدمة كبيرة لهم.
وأشار سمير إلى أن توقيت الحادث، الذي وقع خلال عطلة عيد الميلاد ورأس السنة، جعل الأمر أكثر إيلاماً، خاصة وأن العائلة كانت في زيارة للأقارب للاحتفال بهذه المناسبة.
حقيبة تختفي في لمح البصر في قلب المطار
بينما كانت العائلة تنتظر القطار على رصيف مطار آرلاندا، داخل المطار، وضعت حقيبة ظهر تحت المقعد الذي كانوا يجلسون عليه. الحقيبة، التي احتوت على أغراض شخصية وعدة آلاف من الدولارات نقداً، اختفت فجأة قبل وصول القطار، في وقت يتراوح بين الساعة 15:00 و15:30 بعد الظهر.
تجدر الإشارة إلى أن المقاعد على الأرصفة تقع في منتصف الرصيف، مما يتيح حركة مستمرة خلف الجالسين عليها، وهو ما قد يكون قد سهل وقوع الحادثة.
العائلة عبّرت عن دهشتها الشديدة مما حدث، خاصة أنهم لم يتوقعوا أن تقع عملية سرقة بهذا الوضوح وفي مكان يخضع للمراقبة الأمنية بالكاميرات.
يقول سمير: “لو كانت السرقة قد وقعت في مطار أربيل الدولي، لكان الأمن قد تمكن من القبض على السارق في نفس اليوم. لكن الصدمة الأكبر جاءت عندما قدمنا شكوى للشرطة في مطار آرلاندا، حيث تلقينا رداً فاتراً وبعيداً عن الجدية من عدة أفراد شرطة في المطار. بدلاً من التحرك الفوري، طلبوا منا ببساطة الاتصال برقم الشرطة عبر الهاتف!”
بعد مغادرة العائلة للمطار ووصولهم إلى المدينة التي يقيم فيها أقاربهم، تم تقديم شكوى في مكتب الشرطة هناك. لكن المفاجأة الثانية كانت أن الشرطة في المكتب أعربوا عن استغرابهم من تعامل شرطة المطار مع القضية.
تساءل رب العائلة بحيرة: “هل لأن جوازي عراقي، لذلك تعاملت الشرطة معي ببرود في المطار؟”
رد شرطة ستوكهولم
المتحدث الرسمي باسم شرطة ستوكهولم، Mats Eriksson، صرّح لـ SWED 24 بأن “الشرطة أبلغت الشخص بالتواصل مع قسم المفقودات في مطار آرلاندا (Lost and Found)، وقد فعل ذلك، لكن الحقيبة لم تكن موجودة في قسم المفقودات”.
وفيما يتعلق بكاميرات المراقبة، أضاف إيركسون: “لا يمكنني الإدلاء بمعلومات حول هذا الأمر. يمكن للشخص الذي قدم الشكوى التواصل مع المسؤول عن معالجة القضية في الشرطة للحصول على التفاصيل”.
كما أوضح أن “الظروف التي تم ذكرها في القصة لا تتطابق مع المعلومات الواردة في البلاغ. فوفقاً لما ورد في البلاغ، كان المشتكي في موقع آخر غير الرصيف المزعوم، كما أن توقيت الحادثة الذي ذكره لا يتطابق مع ما ورد في البلاغ”.
وأكد المتحدث الرسمي أن “المسافرين في جميع المطارات يُطلب منهم باستمرار مراقبة ممتلكاتهم الشخصية لتجنب السرقة. بالإضافة إلى ذلك، يقوم المطار بشكل دوري، ولأسباب أمنية، بجمع الأشياء التي لا تكون قريبة من المسافرين”.
الشرطة السويدية: جميع البلاغات تُعالج دون تمييز
ورداً على استفسارات سمير حول ما إذا كان جواز سفره العراقي سبباً في تعامل الشرطة معه ببرود، قال Mats Eriksson: “جميع البلاغات يجب أن تُعالج بشكل متساوٍ، ولا يجب أن يتعرض أي شخص للتمييز عند التعامل مع الجهات الحكومية”.
وقدم إيريكسون نبذة مختصرة عن القيم الأساسية للدولة، قائلاً: “يجب على الموظف الحكومي أن يعمل على منع أي شكل من أشكال التمييز عند التعامل مع الأفراد. التمييز يعني أن يُعامل شخص ما بشكل أسوأ من شخص آخر دون أسباب موضوعية. يشير قانون التمييز إلى أن أسس التمييز تشمل الجنس، الهوية أو التعبير الجنسي، الأصل العرقي، الدين أو المعتقدات الأخرى، الإعاقة، التوجه الجنسي، أو العمر”.
حادثة آرلاندا تسلط الضوء على تحسين الثقة والإجراءات الأمنية
قضية سرقة حقيبة عائلة سمير في مطار آرلاندا تسلط الضوء على تحديات قد تواجه المسافرين، حتى في الأماكن التي يُفترض أنها آمنة ومزودة بأنظمة مراقبة حديثة. رغم الجهود المبذولة من قبل الشرطة لتوضيح الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، يبقى شعور العائلة بالإحباط والدهشة قائماً.
التساؤلات حول كيفية تعامل السلطات مع البلاغات، وتأثير الخلفية الشخصية على هذا التعامل، تثير نقاشاً أوسع حول الحاجة إلى تحسين الثقة بين الجمهور والجهات الرسمية. ومع تزايد أعداد المسافرين واختلاف جنسياتهم وخلفياتهم، تبرز أهمية تعزيز التواصل الفعّال والاستجابة السريعة لضمان شعور الجميع بالأمان.
تبقى القصة مفتوحة على تساؤلات عديدة: هل ستتمكن السلطات من مراجعة التفاصيل وحل القضية؟ وهل سيُتخذ أي إجراء لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل؟ أسئلة تستدعي مراجعة شاملة للإجراءات الأمنية وتعزيز ثقة المسافرين في النظام.