في حلقة مثيرة من البرنامج الاستقصائي الشهير “Uppdrag granskning” المُذاع على القناة السويدية SVT، كُشِف النقاب عن امتلاك سيباستيان غرينوود، المحكوم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا في الولايات المتحدة لدوره في إحدى أكبر عمليات الاحتيال الهرمي في التاريخ، لعقارات فاخرة في دبي تُقدر قيمتها بـ 60 مليون كرونة سويدية، وذلك على الرغم من ديونه المليارية!
في عام 2014، أسس غرينوود، الذي ينحدر من ستوكهولم، شركة “OneCoin Limited” في دبي بالاشتراك مع البلغارية روجا إغناتوفا، التي اشتهرت لاحقًا باسم “ملكة العملات المشفرة”.
وقد روّجا الاثنان سويًا لعملة “OneCoin” الرقمية على أنها ستصبح الأكبر في العالم، لكن سرعان ما اتضح أنها عملية احتيال ضخمة، إذ خسر الملايين من المستثمرين أموالهم. وفي عام 2023، حُكم على غرينوود بالسجن بتهمة الاحتيال في الولايات المتحدة.
وخلال حلقة “Uppdrag granskning”، تم الكشف عن امتلاك غرينوود، رغم وضعه القانوني الصعب، لفيلا فاخرة في منطقة “إمارات هيلز” الراقية، ويحقق أرباحًا طائلة من تأجيرها.
لكن القصة لا تنتهي هنا. فبعد انهيار “OneCoin”، انطلقت شركة سويدية أخرى في دبي تدعى “Crowd1” بتأسيس لعبة هرمية جديدة، يقودها جوناس فيرنر وكيني نوردلوند.
وبينما تتزايد الأدلة التي تُشير إلى كون “Crowd1” عملية احتيال، اشترى فيرنر ونوردلوند فيلات فاخرة في دبي بقيمة 80 مليون كرونة سويدية، وذلك وفقًا لمعلومات حصل عليها البرنامج.
ويُتوقع أن تنتهي الشرطة السويدية من تحقيقها في شركة مرتبطة بـ “Crowd1” في ستوكهولم خلال أسابيع قليلة، حيث تتركز التهم حول “غسيل الأموال على نطاق واسع”.
وإلى جانب تسليط الضوء على قضيتي “OneCoin” و “Crowd1″، كشف البرنامج الاستقصائي عن قائمة تضم 887 سويديًا مسجلين كمالكين لعقارات في دبي، منهم 66 شخصًا مُدانين بجرائم أو مدينين للدولة أو يتلقون إعانات في السويد.
وتُقدر القيمة الإجمالية للعقارات التي يمتلكها السويديون في دبي بـ 430 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل 4.3 مليار كرونة سويدية وفقًا لحسابات أجراها باحثون في مرصد الضرائب التابع للاتحاد الأوروبي في باريس ومركز “Skatteforsk” للأبحاث الضريبية في النرويج.
وقد اعتمد البرنامج على سلسلة من التسريبات من “دائرة الأراضي في دبي”، وقام بالتحقق من هوية الملاك السويديين.
ويُثير هذا التحقيق الاستقصائي تساؤلات حاسمة حول الثغرات القانونية التي تسمح للأفراد المُدانين بجرائم خطيرة بالاحتفاظ بثرواتهم العقارية واستغلالها لتحقيق أرباح ضخمة.
المصدر: SVT