SWED24: كشفت تقرير جديد صادر عن Acta Publica أن ستوكهولم تضم العدد الأكبر من الفتيات والنساء المتورطات في جرائم العنف المرتبطة بالعصابات خلال العامين الماضيين.
ومن بين 38 فتاة وسيدة ثبت تورطهن في جرائم خطيرة ذات صلة بالجريمة المنظمة، كانت 13 منهن مسجلات في مقاطعة ستوكهولم، ما يجعلها الأعلى مقارنة بالمقاطعات الأخرى، مثل سكونه (5 حالات)، فيسترا يوتالاند (4 حالات)، وأوستريوتلاند (4 حالات).
دور متزايد للفتيات في الجريمة المنظمة
التقرير، الذي نُشر، اليوم الأربعاء، سلط الضوء على تزايد دور النساء في العصابات الإجرامية، حيث تورطت الفتيات المشمولات بالدراسة في قضايا التخطيط للقتل، التفجيرات، وإطلاق النار، وهي سمات تقليدية لعنف العصابات.
تتراوح أعمار المتورطات بين 15 و37 عاماً، وتم التحقيق معهن، اتهامهن، أو إدانتهن في جرائم ارتُكبت خلال عامي 2023 و2024. وأظهرت البيانات أن 55 بالمائة من الفتيات سبق أن صدرت بحقهن أحكام قضائية، كما أن عدداً كبيراً منهن خضعن لتدخلات اجتماعية قسرية بسبب مشكلات مثل التسرب المدرسي، الإدمان، والسلوك العدواني.
“استغلال ممنهج للأطفال”
وأشارت إريكا نيكهام، الباحثة الجنائية والصحفية الاستقصائية في Acta Publica، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن بعض الفتيات المتورطات في التفجيرات يعانين من إعاقات ذهنية، مؤكدة أن العصابات تستخدم أساليب استغلال ممنهجة لتجنيد الشباب، واصفة هذه الممارسات بأنها “استغلال وقح للأطفال الذين يُنظر إليهم على أنهم أدوات يمكن التخلص منها بعد الاستخدام”.
وأوضحت نيكهام أن العديد من الشباب المجندين في العصابات يعانون من اضطرابات مثل فرط الحركة (ADHD) والتوحد، مما يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال من قبل المجرمين.
دور الفتيات في العصابات: “مُيسّرات” للجريمة
أظهرت التحقيقات أن الدور الأساسي لمعظم الفتيات المتورطات كان المساعدة اللوجستية، حيث كنّ مسؤولات عن حجز سيارات الأجرة، ترتيب الإقامات الفندقية، تحويل الأموال، أو نقل الأشخاص والأسلحة.
في 19 من أصل 30 قضية تم فيها إصدار لوائح اتهام أو أحكام قضائية، لعبت الفتيات دور “الميسّرات”، بينما في ست قضايا، شاركن بشكل مباشر في تنفيذ الجرائم، وفي حالة واحدة كانت المتهمة المدبرة الرئيسية للجريمة.
وقالت نيكهام: “حتى في دور الميسّرات، لعبت الفتيات دوراً محورياً في تصعيد العنف داخل العصابات”.
التورط في عمليات الهروب
أحد أبرز الأمثلة على تورط الفتيات كان في محاولة قتل وقعت جنوب ستوكهولم في أواخر عام 2023، حيث قامت امرأة شابة بمساعدة منفذ الجريمة، وهو مراهق، من خلال نقله بعد الحادث وإخفائه في أحد الفنادق.
في البداية، أصدرت محكمة المقاطعة حكماً بالسجن لمدة ثماني سنوات بحقها بتهمة المساعدة في محاولة القتل، إلا أن محكمة الاستئناف خفّضت العقوبة إلى ثلاثة أشهر فقط، بعد إعادة تصنيف الجريمة على أنها “تسهيل الهروب”.
يؤكد هذا التقرير على الدور المتزايد للفتيات في عالم الجريمة المنظمة، حيث لم تعد العصابات تقتصر على الذكور فقط، بل باتت تستغل النساء في عمليات أكثر تعقيداً، مما يعكس تغيراً مقلقاً في ديناميكيات العنف داخل المجتمعات السويدية.