ساسان جميل 37 عاماً، هو أحد الطاقات الشابة المنحدرة من أصول عراقية في السويد الذين تمكنوا من اثبات انفسهم، والدخول في سوق العمل من أبوابه الواسعة.
ساسان نموذج لشاب طموح لم يكتف في أن يكون له اسم ومكانة في قطاع التكنولوجيا الحديثة في السويد، بل أصبح أيضاً مصدراً لتوفير العديد من فرص العمل لشباب آخرين.
برع ساسان جميل، 37 عاماً في مجال هندسة التصاميم والتكنولوجيا الحديثة، وكانت له أفكاره الخاصة منذ ان كان طالباً جامعياً في مجال هندسة التصميم وتطوير البضائع، يتحلى بالجرأة وينظر الى الفشل على انه تحدي يقود الى تطوير الذات.
وصل ساسان الى السويد مع عائلته منذ ان كان عمره عشر سنوات، تابع دراسته وكوّن شركته الخاصة التي حققت نجاحاً كبيراً.
مشروع شركة خاصة
يقول ساسان لـ SWED 24 “في البداية أسست شركتي الخاصة وكنت أعمل في تطوير البضائع للشركات والمستثمرين، بعد ذلك انضم لشركتي عدد من الأشخاص، ليتطور العمل بشكل سريع حيث وبعد ثلاث سنوات بدأت العمل في مجال آخر تمثل في تطوير آخر صرعات التكنولوجيا الحديثة للشركات الاستثمارية”.
الحديث مع ساسان جميل، الحاصل أيضاً على درجة البكالوريوس في الاقتصاد الوطني ممتع وحماسي، يقودك الى مواضيع شيقة.
يرى ساسان أن هناك فرصاً كثيرة وعديدة للعمل في السويد، لكن تتوفر فقط إذا تحلى الإنسان بالجرأة في تقديم الأفكار الجديدة والعمل بها وعدم الخوف من الفشل، مؤكداً ان من الخطأ انتظار قدوم الفرصة بل على الإنسان أن يخلق فرصته بنفسه.
منظمة تضم مئات الشركات
رغم ان ساسان بدأ تجربته المهنية الخاصة بشكل مبكر إلا انه يرى أن تجربته الحقيقية في العمل بدأت عند سفره الى الولايات المتحدة الامريكية في عام 2012 للدراسة، حيث كان حينها يعمل مع الجامعة التكنولوجية في ستوكهولم، عندها تحققت رغبته بالعمل الدولي، وأُتيحت له الفرصة لإظهار رغبته بالعمل في المشاريع الدولية.
ومنذ ذلك تطورت المهارات المهنية والخبرات التكنولوجية لديه وانتقل من عمل الى آخر حتى وصل به الأمر للعمل في منظمة Swedish incubators and science parks & Ignite Sweden وهي منظمة حاضنة لنحو 300 شركة سويدية وعالمية، تقدم برامج وخدمات معتمدة على التكنولوجيا الحديثة من أجل إنجاح وتطوير شركات رواد الأعمال وإيجاد حلقة وصل فيما بينها وصولاً الى تحقيق تعاون تجاري مشترك بين هذه الشركات.
وبالإضافة الى عمله في إدارة المنظمة، يعمل جميل مديراً لقسم الاستراتيجيات الدولية في مجال التكنولوجيا المتطورة في المنظمة.
يقول ” إن هناك مشاريع تعاون مشتركة بين المنظمة والحكومة السويدية تتركز في تقديم خدمات التكنولوجيا الحديثة وإيجاد سوق وزبائن لها، وهناك 300 شركة في السويد و10 دول أوروبية أخرى نتعاون معهم، حيث نقدم لهم التكنولوجيا الحديثة”.
وأوضح، ان عمل المنظمة يقضي بتطوير التكنولوجيا الحديثة وطرحها للسوق ومن ثم تعريف الشركات بهذه التكنولوجيا لتتمكن فيما بعد من التعاون مع بعضها تجارياً.
لا تمثيل عربي في المنظمة
وحول ما إذا كان تمثيل عربي في المنظمة، يقول ساسان: ” لايوجد تمثيل عربي لاختلاف استراتيجيات الدول العربية عن الاستراتيجيات التي تعتمدها المنظمة في الوقت الحالي، بمعنى ان العمل ضمن هذه المنظمة يجب ان يكون على المدى البعيد ويعتمد المواثيق والأعراف الدولية المتفق عليها في مجال حقوق الإنسان”.
وبحكم تجربته، يرى ساسان أن هناك حاجة في دول الشرق الأوسط لمثل هذه المشاريع، إلا أن الوضع الحالي لا يسمح بذلك، مشيراً الى أن دولاً كالعراق والسعودية وقطر والامارات العربية المتحدة، أظهرت اهتماماً بالتعاون والعمل في مجال الطاقة والتكنولوجيا الحديثة.
في نهاية آذار/ مارس الماضي كانت لساسان زيارة الى السعودية بدعوة من المملكة، بهدف التعريف بالمنظمة على اعتبار ان السويد تعد ثاني أفضل دولة في مجال التكنولوجيا الحديثة بعد الولايات المتحدة الأمريكية، كما كانت له زيارة أخرى الى قطر في عام 2021 خططت لها السفارة السويدية في قطر، حيث جرى التعريف بالشركات السويدية المستثمرة هناك.
يقول ساسان، إن هناك شيئاً متبعاً في السويد يتمثل في أن نجاح الشخص في مشروع ما يجذب اليه المستثمرين سواء أكان ذلك في القطاع العام أو الخاص، وذلك للاستفادة من خبراته واعداد أجيال جديدة من المستثمرين الشباب.
وأوضح ان هناك شركات سويدية تمنح الدعم للمستثمرين الشباب، قسم من هذه الشركات Incubator (حاضنة) يكون مرتبطاً بالجامعة، حيث انه وفي كل جامعة بالسويد هناك قسم خاص مهتم بالشباب الراغبين بالاستثمار يمكن اللجوء اليه، كما ان هناك حاضنات أخرى تعمل بشكل مستقل يمكن للشخص الاستفادة منها.
” واجه الخوف وتقدم خطوة نحو الأمام”
كشاب يرى ساسان أن هناك مجالات عدة للعمل بها في السويد، شرط أن يتحرك المرء ويتجرأ على طرح أفكار جديدة والعمل بها وعدم انتظارها، ويقول إن شركته الأولى كانت مفتاحاً للبدء بالاستثمار في شركات أخرى فتحت له الكثير من مجالات العمل سواء على صعيد العمل الجماعي أو الفردي.
يضيف: علينا عدم الهروب من الشيء الذي يخيفنا، لأنه حينها فقط علينا ان نأخذ القرار ونخطو خطوة نحو الأمام، ويرى انه ليس على المرء الخوف من الفشل لأنه في النهاية ليس سوى وسيلة للتعلم وفرصة لزيادة الثقة بالنفس وبالآخرين الذي يعملون مع وهذا ما ساعدني في خلق شبكة اتصالات واسعة جداً.
وكحال الكثير، يملك ساسان جميل مبدأ في الحياة وهي مساعدة الآخرين قدر الإمكان، انطلاقاً من حقيقة أن الإنسان هو الأهم وعلى الجميع البدء من نقطة معينة، ويقول “علينا التحلي بروح المساعدة ما دمنا قادرين على ذلك”.
ويختم قائلاً: ما دامت الرغبة والإرادة والطموح موجودة عندها ليس على الإنسان سوى أن يسير وفق الهدف الذي وضعه لنفسه.