تعاني السويد من ارتفاع حاد في عدد الأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول، مما أثار قلق الأطباء والخبراء في مجال الصحة.
وفقًا لتقرير حديث صادر عن صندوق مرض السكري للأطفال، شهدت السنوات الأربع الماضية زيادة بنسبة 62% في عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين بهذا المرض.
في عام 2018، كان عدد الأطفال الذين يخضعون لعلاج السكري من النوع الأول يبلغ 292. في حين ارتفع هذا الرقم إلى 460 في عام 2022.
مما يجعل السويد تحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد فنلندا في نسبة الإصابة بهذا المرض بين الأطفال.
تم تشخيص إستر ويبيك، التي تبلغ الآن ست سنوات، بمرض السكري من النوع الأول عندما كانت في الثالثة من عمرها.
تصف والدتها، إلفيرا ويبيك، الحياة مع مرض السكري بأنها “يقظة مستمرة”. حيث تقوم بمراقبة قراءات السكر في دم ابنتها كل خمس دقائق، ليلاً ونهارًا. وتستيقظ ثلاث إلى خمس مرات كل ليلة لضمان استقرار حالتها.
تقول إلفيرا: “اعتقدنا في البداية أن إستر تعاني من التهاب في المسالك البولية. ولكن تلقينا الأخبار الصادمة بأنها مصابة بمرض مزمن يهدد الحياة”.
رغم الجهود المبذولة، لا يزال السبب الدقيق وراء هذا الارتفاع الحاد في الحالات غير معروف.
تقول أسا ستوريستيج، الخبيرة في مؤسسة مرض السكري للأطفال: “قبل 40 إلى 50 عامًا، كان من النادر أن يصاب الأطفال دون سن السادسة بمرض السكري من النوع الأول. واليوم يشهد العالم تزايدًا ملحوظًا في الحالات دون تفسير واضح”.
توجد نظريات عديدة تحاول تفسير هذه الظاهرة، من بينها تأثير جائحة كورونا. لكن لا يوجد دليل قاطع حتى الآن.
تشير كارين أكيسون، طبيبة الأطفال والأستاذة المساعدة في طب الأطفال، إلى أن الفهم العميق للأسباب قد يفتح الباب أمام إمكانية علاج هذا المرض في المستقبل.
تعبر إلفيرا ويبيك عن أملها في أن يتمكن العلماء من إيجاد علاج لمرض السكري من النوع الأول خلال حياة ابنتها.
هذا الأمل يشاركه العديد من الآباء والأمهات الذين يتطلعون إلى اليوم الذي يتم فيه القضاء على هذا المرض المزمن. ويستطيع أطفالهم العيش حياة طبيعية دون القيود والتحديات التي يفرضها السكري.
في ظل هذه الزيادة المثيرة للقلق، يستمر البحث العلمي والتوعية حول مرض السكري من النوع الأول في محاولة لفهم أسبابه وتطوير علاجات فعالة. حيث تبقى آمال الكثيرين معلقة على التقدم الطبي والعلمي في هذا المجال.
المصدر: TV4