مقال رأي: في عام 2025، يتوقع الخبراء الاقتصاديون في السويد زيادة في دخل المواطنين نتيجة لمجموعة من الإجراءات الحكومية مثل خفض الضرائب وزيادة الأجور الحقيقية، إضافة إلى انخفاض تكاليف الفائدة. ولكن على الرغم من هذه التوقعات المشرقة، لا يبدو أن هذه الزيادات ستكون كافية للتغلب على التحديات الاقتصادية التي يواجهها المواطنون، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، من مواد غذائية إلى سوق الإسكان.
الدراسة الاقتصادية التي أجرتها مؤسسة وبنك Länsförsäkringar مع SVT تشير إلى أن زيادة الدخل المتوقع في 2025 ستختلف بشكل كبير بين الفئات الاقتصادية المختلفة. على سبيل المثال، من المتوقع أن يحصل شاب في سن الـ 24، الذي يعيش بمفرده ويكسب حوالي 23,000 كرونة شهريًا بعد الضرائب، على زيادة قدرها حوالي 500 كرونة شهريًا. ورغم أن هذه الزيادة قد تبدو ملحوظة بالنسبة لهذا الراتب، إلا أن تأثيرها سيكون محدودًا بالنظر إلى الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية والإيجارات.
أما بالنسبة لشخص في سن الـ 54 عامًا، والذي يتقاضى راتبًا شهريًا قدره 25,000 كرونة قبل الضرائب، فيتوقع أن يحصل على زيادة تصل إلى نحو 1,000 كرونة شهريًا، ما يعادل 12,000 كرونة سنويًا. ورغم أن هذه الزيادة قد تبدو معتبرة، إلا أن تأثيرها سيكون ضئيلًا أمام الارتفاعات المستمرة في تكاليف الحياة، مثل زيادة أسعار المواد الغذائية والإيجارات التي قد تتجاوز 5% سنويًا.
والأشخاص ذوي الدخل المرتفع، مثل أولئك الذين يتقاضون أكثر من 100,000 كرونة شهريًا، فتتوقع الدراسات أن يحصلوا على زيادة شهرية أكبر بكثير تصل إلى أكثر من 5,000 كرونة. وهذا يعكس الفارق الكبير في الفوائد التي سيجنيها أصحاب الدخل المرتفع نتيجة لتخفيضات الضرائب التي ستكون أكبر لهم مقارنة بالأشخاص ذوي الدخل المتوسط.
ورغم أن الزيادة في الدخل ستكون مفيدة للأشخاص ذوي الدخل المرتفع، فإن أصحاب الدخول المتوسطة مثل الشخص الذي يكسب 25,000 كرونة شهريًا سيشعرون بأن الزيادة لا تواكب احتياجاتهم الحقيقية. فالزيادة في الأجور، في ظل استمرار ارتفاع الأسعار في الأسواق، قد تظل غير كافية لتغطية الزيادة في تكاليف الحياة، مما يخلق فجوة بين الأجيال وداخل المجتمع.
تعتبر الإجراءات الحكومية المتمثلة في خفض الضرائب وزيادة الأجور الحقيقية خطوة إيجابية على مستوى الاقتصاد الكلي، لكنها قد تسهم في زيادة الفجوة الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية في السويد. ففي حين أن أصحاب الدخول المرتفعة سيحصلون على زيادات كبيرة نتيجة لتخفيضات الضرائب التي تصب في صالحهم، فإن أصحاب الدخول المتوسطة والمنخفضة سيحصلون على زيادات أقل، مما يعمق التفاوت بين الفئات الاجتماعية. هذا التفاوت سيزيد من العبء على الطبقات الضعيفة، التي تواجه بالفعل تحديات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، مثل أسعار المواد الغذائية والإيجارات.
وفي ظل الوضع الاجتماعي الحالي، حيث يعاني العديد من الأسر من ضغوط اقتصادية متزايدة، فإن تعميق هذه الفجوة بين الطبقات قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية ويزيد من صعوبة حياة الفئات الأكثر هشاشة.
رغم التفاؤل الذي يحيط بتوقعات زيادة الدخل في السويد في 2025، فإن هذه الزيادات لن تكون كافية لمواكبة الارتفاع الكبير في تكاليف المعيشة. في حين سيستفيد أصحاب الدخل المرتفع من هذه الزيادات بشكل ملحوظ، فإن أصحاب الدخل المتوسط سيظلون يعانون من ضغوط اقتصادية متزايدة، ما يضعهم في موقف اقتصادي ضعيف مع استمرار تزايد الأسعار.
لينا سياوش
مقالات الرأي تعبر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن SWED 24