SWED24: رغم التغيير السياسي الكبير الذي شهدته سوريا في الأشهر الأخيرة، لا يزال الإقبال على العودة الطوعية ضعيفاً جداً بين اللاجئين السوريين في النرويج، حيث لم يتلقَّ مكتب الهجرة النرويجي سوى طلب واحد فقط للمساعدة في العودة.
جاء ذلك في رد وزيرة العدل النرويجية، أستري آاس-هانسن (حزب العمال) على استفسار برلماني حول الموضوع، حيث قالت: “حتى الآن، قدمت مصلحة الهجرة مساعدتها لشخص واحد فقط للعودة إلى سوريا، رغم تلقيها العديد من الاستفسارات حول إمكانية العودة”.
وتزايدت التساؤلات حول إمكانية العودة بعد التغير السياسي الجذري الذي شهدته سوريا، حيث أُطيح بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ما دفع بعض اللاجئين إلى التفكير في العودة. ووفقًا للأمم المتحدة، عاد نحو 300 ألف لاجئ بالفعل، معظمهم من دول الجوار.
ورغم تقديم النرويج مساعدات محدودة للراغبين في العودة، فإن الحكومة تؤكد أن الوضع الأمني في سوريا لا يزال غير مستقر. وتشير التقارير الأخيرة إلى مقتل مئات المدنيين، معظمهم من الطائفة العلوية، خلال اضطرابات أمنية في المناطق الساحلية.
سوريا تحت حكم جديد.. ووعود مشروطة
بعد الإطاحة بالأسد، تولى أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام (HTS)، قيادة سوريا. وعلى الرغم من أن الهيئة كانت مرتبطة بجماعات متشددة في الماضي، فإنها أعلنت التزامها بحماية حقوق الأقليات، وتعهدت بضمان الحقوق الدينية لجميع الطوائف.
كما وقع الشرع على دستور مؤقت يتضمن بنوداً تتعلق بحقوق المرأة وحرية الصحافة والتعبير، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن سوريا ستظل تحت نظام حكم إسلامي، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الحريات العامة في البلاد.
في أعقاب سقوط النظام، دعت وزيرة العدل النرويجية السابقة إميلي إنغر ميل (حزب الوسط) اللاجئين السوريين إلى العودة الطوعية، بشرط أن يشعروا أن بلادهم باتت آمنة بما يكفي.
إلا أن معظم السوريين في النرويج لا يزالون مترددين، وسط مخاوف تتعلق بالوضع الأمني، والاستقرار السياسي، والفرص الاقتصادية، وهو ما يعكس افتقار الثقة في قدرة الحكومة السورية الجديدة على ضمان حياة آمنة ومستقرة للعائدين.
وفقاً لتقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) ومركز الدراسات العربية في واشنطن، كان هناك نحو 16 ألف لاجئ سوري في النرويج حتى عام 2022. ومع استمرار الغموض المحيط بالمشهد السياسي والأمني في سوريا، لا يبدو أن العودة الطوعية ستكون خياراً مطروحاً في المدى القريب للكثيرين.