SWED24: في وقت تتصاعد فيه احتجاجات المستهلكين ضد الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، تكشف الأرقام أن نسبة ما ينفقه السويديون من دخلهم المتاح على الغذاء أقل الآن مما كانت عليه في أوائل التسعينيات.
ووفقاً لأندرش ستينكرونا، الخبير الاقتصادي في بنك نورديا، فإن المستهلكين اليوم يقارنون الأسعار بما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط، لا بما كانت عليه منذ عقود.
ويقول: “قلة من الناس يتذكرون كيف كانت الأمور في التسعينات. الناس تقارن بالأمس القريب، لا بالماضي البعيد. ومع ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 30 بالمائة مؤخراً، فمن الطبيعي أن يشعروا بفرق كبير”.
في بداية التسعينيات، كان المستهلك السويدي يخصص نحو 13.5 بالمائة من دخله المتاح للغذاء والمشروبات غير الكحولية. أما في عام 2024، فبلغت النسبة 12.7 بالمائة، بعد أن تراوحت خلال السنوات الماضية بين 11.1 بالمائة و12.8 بالمائة كحد أقصى (عام 2020).
ويضيف ستينكرونا أن ردود الفعل الحالية تجاه أسعار الغذاء تُذكّر بالضجة التي أثارها ارتفاع أسعار البنزين، والكهرباء، وأسعار الفائدة في الأعوام الأخيرة، إلا أن تلك التكاليف تراجعت لاحقاً على عكس أسعار الطعام التي ما تزال مرتفعة.
ويتابع: “لهذا أصبحت أسعار الغذاء مصدر إحباط حقيقي، فهي تشكل عبئاً ثابتاً على ميزانية الأسر مقارنة بما اعتادوا عليه منذ عامين أو ثلاثة”.
ورغم أن الكرونة السويدية تعافت جزئياً في الآونة الأخيرة، إلا أن ستينكرونا يرى أنه لا توجد مؤشرات قوية على تراجع وشيك في الأسعار، في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية وارتفاع أسعار المواد الخام.
ويختتم بالقول: “قوة الكرونة قد تساهم في خفض الأسعار قليلاً، لأننا نستورد نسبة كبيرة من غذائنا. لكن يبقى الوضع غير مؤكد”.