SWED 24: تجنب الخوف من ردود فعل الأهل يدفع بعض العاملين في رياض الأطفال إلى عدم تقديم بلاغات القلق إلى الخدمات الاجتماعية عند الاشتباه في تعرض الأطفال للخطر. هذا ما كشفت عنه مراجعة لرياض الأطفال في منطقة فاشتا.
في روضة الأطفال “Gullängen” في منطقة Gubbängen، يدرس 134 طفلاً. وبحسب الاحتمالات، قد يتعرض بعض هؤلاء الأطفال للخطر أو يكونون في طريقهم لذلك.
القانون يُلزم العاملين عند ظهور مثل هذه الشكوك بالإبلاغ عن قلقهم للخدمات الاجتماعية.
المربية ليسا هيغلوند، التي تعمل في المجال منذ عام 2008، قامت بتقديم العديد من البلاغات.
تقول هيغلوند: “بمجرد أن تقدّم بعض البلاغات، تعرف كيفية التعامل مع الأمر وتفاصيل العملية. الهدف ليس معاقبة الأسرة، بل تقديم المساعدة والدعم الذي قد تحتاجه”.
واجب الإبلاغ الفوري عن الحالات الحرجة
في حال الاشتباه بالعنف أو الاعتداء الجنسي، يجب تقديم البلاغ فوراً. أما في حالات أخرى، مثل الإهمال، فتُجرى محادثات مع الأهل أولاً، بحسب هيغلوند.
وتقول: “يمكن أن تكون المشكلة بسيطة مثل قدوم الطفل بشعر غير مرتب أو دون ملابس كافية. لكن إذا تأخر الأهل في الحضور بشكل متكرر، نصبح ملزمين بالإبلاغ”.
مراجعة تكشف أوجه القصور
لكن ليس جميع العاملين في رياض الأطفال على دراية بموعد وكيفية تقديم بلاغات القلق. هذا ما أكدته مراجعة حديثة شملت رياض الأطفال في مناطق فاشتا، هيسيلبي-فيليينغبي، ويارفا. التقرير أوضح أن بعض الموظفين يترددون في تقديم البلاغات بسبب عدم التأكد من خطورة الوضع.
وأكد التقرير أن تحديد مدى خطورة الحالة ليس مسؤولية الموظفين في رياض الأطفال.
ووفقاً لمكتب التفتيش البلدي، فإن “واجب الإبلاغ ملزم قانوناً ولا يجب أن يخضع للتقديرات الشخصية. الخدمات الاجتماعية هي المسؤولة عن تقييم خطورة الوضع واتخاذ القرارات المناسبة”.
الخوف من رد فعل الأهل
الخوف من ردود فعل الأهل يُعتبر عاملاً آخر يثني العاملين عن تقديم البلاغات.
إنغليل غوستافسون، رئيسة قسم رياض الأطفال في إدارة منطقة فاشتا، تشير إلى أن البلاغات قد تؤدي أحياناً إلى تهديدات ضد الموظفين.
وتقول: “العاملون في رياض الأطفال ملزمون قانونياً بالإبلاغ، لكنهم يحتاجون أيضاً إلى الحفاظ على علاقة جيدة مع أولياء الأمور. وهذا قد يكون تحدياً كبيراً، خاصة إذا كانوا يعيشون في نفس المنطقة التي يعملون فيها”.
ويشارك جميع موظفي رياض الأطفال في فاشتا الآن في برنامج تدريبي بعنوان “Barnafrid – Våga se, höra och göra” (بارنافريد – الجرأة على الرؤية، السمع، والفعل).
وتوضح غوستافسون أن “الهدف هو جعل الموظفين يشعرون براحة أكبر في تقديم البلاغات عند أدنى شكوك”. كما تعمل إدارة المنطقة على وضع بروتوكول موحد للإبلاغ عن القلق ليُطبق في جميع رياض الأطفال.
وترى ليسا هيغلوند أن الاستثمار في التعليم سيؤدي إلى تحسينات ملحوظة.
وتقول: “التدريب يوضح أن تقديم البلاغات ليس خياراً، بل هو قانون يجب علينا اتباعه. قد تكون هناك بلاغات لا تؤدي إلى نتائج، لكن من الأفضل أن نقوم بالإبلاغ دون تردد بدلاً من أن نتجاهل حالة تستحق التدخل”.