SWED24: في خطاب متلفز مساء اليوم الأحد، توجه رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إلى الشعب السويدي، معبراً عن الحزن العميق الذي يخيّم على البلاد عقب الهجوم الدموي في مدينة أوربرو، والذي وصفه بأنه إحدى أحلك اللحظات في تاريخ السويد الحديث.
وقال كريسترسون في خطابه: “اليوم، السويد دولة في حداد. أفكاري ومشاعري مع عائلات الضحايا وكل من تأثر بهذه الفاجعة”، مشيراً إلى أن الثلاثاء، الرابع من شباط/ فبراير 2025، سيبقى محفوراً في الذاكرة كيوم مأساوي.
ولا يزال خمسة مصابين يتلقون العلاج في المستشفى، فيما أكدت الشرطة أن المشتبه به، ريكارد أندرسون، أنهى حياته بعد تنفيذ الهجوم. ورغم استمرار التحقيقات، لم تتضح بعد دوافع الجريمة، لكن رئيس الوزراء أشار إلى أن مشاعر القلق والخوف باتت تسود بين الطلاب، العائلات، وأفراد الجاليات المهاجرة.
وأضاف كريسترسون: “علينا أن ندرك هذا الخوف، نحترمه، ونتعامل معه بكل مسؤولية. ليس فقط كمؤسسات، ولكن كأفراد متضامنين مع بعضنا البعض”.
رسالة تضامن ودعوة إلى الصمت الوطني
في ختام خطابه، وجّه رئيس الوزراء رسالة قوية للوحدة الوطنية، داعياً إلى نبذ الانقسامات السياسية والاجتماعية والتركيز على التكاتف في مواجهة المحنة.
وقال كريسترسون بحزم:”عندما نواجه مأساة بهذا الحجم، لا يوجد ‘نحن’ و ‘هم’. لا يوجد شاب أو مسن، ولا مهاجر أو مواطن مولود هنا، لا مدينة أو ريف، لا يمين أو يسار. في هذه اللحظات، نحن دولة واحدة، شعب واحد”.
وكانت موجة من الغضب قد عمت صفوف المهاجرين في السويد بعد قيام الجاني بإطلاق النار على عشرة أشخاص في مدرسة للبالغين، غالبية طلابها من المهاجرين.
وتتأنى السلطات السويدية في وصف العمل بالإرهابي، مشيرة إلى أنها لا زالت تدرس دوافع الجاني، ريكارد اندرسون، واوضحت انه لا يمكن صفة العمل الارهابي على ما جرى اذا لم يكن هناك دوافع سياسية أو أيدلوجية.
ودعا كريسترسون جميع المواطنين إلى التوقف عن العمل يوم الثلاثاء عند الساعة 12:00 ظهراً، والوقوف لدقيقة صمت تكريماً لأرواح الضحايا وتعبيراً عن التضامن مع العائلات المفجوعة.
وأكد كريسترسون في خطابه على أن التلاحم الوطني هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه المحنة، بينما تواصل السويد البحث عن إجابات وتسعى لمداواة جراحها.
“خطاب غلب عليه الطابع المظلم”
وعلّق ماتس كنوتسون، المعلق السياسي لشؤون الداخل في التلفزيون السويدي على محتوى الخطاب، مشيرًا إلى طابعه القاتم الذي يعكس حجم المأساة.
وقال كنوتسون: “لقد كان خطاباً شديد السوداوية، متأثرًا بالسياق المظلم الذي نعيشه. لكن، وسط كل هذه الفاجعة، حاول رئيس الوزراء تسليط الضوء على بعض النقاط الإيجابية”.
وأشار كنوتسون إلى أن رئيس الوزراء خصّ بالذكر أن بعض الضحايا كانوا من أصول مهاجرة، وهو ما قد يثير جدلًا سياسيًا واسعًا إذا تبيّن أن الهجوم كان مدفوعًا بدوافع عنصرية.
وأضاف كنوتسون في تعليقه على الخطاب: “إذا ثبت أن للجريمة خلفيات عنصرية، فمن المرجح أن نشهد نقاشًا حادًا حول تصاعد حدة الخطاب السياسي في السويد، وخاصة في ما يتعلق بسياسات الهجرة”.