SWED 24: في جريمة صدمت الأوساط الأمنية، اغتيل عم زعيم العصابة الإجرامية “فوكس تروت”، رَوا مجيد، داخل متجر في هوسبي. المشتبه به، رجل في الثلاثينات من عمره، ذو سجل إجرامي حافل لكنه لا يُعرف بانتمائه لأي شبكة إجرامية منظمة. فهل كان الدافع ماليًا، أم أنها بداية لفصل جديد من العنف الانتقامي بين العصابات؟
عند الساعة 15:27 من بعد ظهر الأربعاء، تلقّت الشرطة بلاغاً عن إطلاق نار داخل متجر في هوسبي، إحدى ضواحي ستوكهولم. المفاجأة كانت أن عناصر من وحدة المراقبة التابعة للشرطة كانوا بالفعل يراقبون الموقع عندما سمعوا دوي الطلقات النارية، ما مكنهم من التدخل السريع.
اشتباك مسلح واعتقال فوري
عند وصول الشرطة، واجههم مشهد مروع، حيث كان المشتبه به يصوب سلاحه نحوهم، لتندلع مواجهة مسلحة مباشرة بين الطرفين. أطلق القاتل الرصاص تجاه الشرطة، التي ردت بإطلاق طلقات تحذيرية ثم نارية مباشرة. رغم ذلك، لم يُصب أي شخص في الاشتباك، ونجحت الشرطة في السيطرة على المسلح واعتقاله.
أما الضحية، وهو عم روا مجيد، رجل في الستينات من عمره، فقد توفي متأثراً بجراحه داخل المتجر قبل وصول فرق الإسعاف.
اغتيال قد يفجر موجة عنف انتقامي
وفقًا لمصادر أمنية، فإن اغتيال شخصية مرتبطة مباشرة بزعيم “فوكس تروت” يهدد بإشعال فتيل صراع دموي جديد بين العصابات المتنافسة. الشرطة أصدرت تحذيرات أمنية صارمة، خصوصاً فيما يتعلق بمراقبة أماكن إقامة أقارب زعماء العصابات الآخرين، تحسباً لأي عمليات انتقامية قد تجر البلاد إلى مزيد من الفوضى والعنف المسلح.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المشتبه به لا ينتمي إلى أي شبكة إجرامية معروفة، لكن اسمه ليس غريباً عن سجلات الشرطة. فقد سبق أن أُدين بعدد من الجرائم العنيفة، شملت محاولات قتل، اعتداءات جسدية، عمليات سطو، وتهديدات للعدالة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المشتبه به كان موضع متابعة منذ شبابه بسبب إدمان المخدرات وسلوكه الإجرامي العنيف. كما ورد اسمه في 19 قضية جنائية بين عامي 2007 و2017، تركزت غالبيتها على جرائم عنف خطيرة ضد أشخاص وممتلكات.
“المال قد يكون الدافع الرئيسي”
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الجريمة لم تكن عشوائية، بل ربما كانت تنفيذاً لمهمة مدفوعة الأجر. مصادر أمنية ترى أن الدافع قد يكون مالياً خاصة وأن القاتل لديه سجل طويل من الجرائم العنيفة، لكن دون ارتباط مباشر بأي منظمة إجرامية معروفة.
المشتبه به أُفرج عنه حديثاً بعد قضاء عقوبة بالسجن لثماني سنوات إثر إدانته بمحاولة قتل عام 2017، عندما طعن رجلاً غريباً داخل قطار بشكل شبه عشوائي.
قبل إطلاق سراحه في أب/ أغسطس 2024، حذّرت مصلحة السجون السويدية من أنه يمثل خطراً كبيراً على المجتمع، مع احتمالية مرتفعة لعودته إلى الإجرام، ورغم ذلك تم الإفراج عنه مع وضعه تحت المراقبة المشددة حتى عام 2026.
وبينما تواصل السلطات تحقيقاتها للكشف عن الجهات التي قد تكون وراء الاغتيال، تزداد المخاوف من أن تكون هذه الجريمة مقدمة لموجة جديدة من العنف الانتقامي بين العصابات. ومع وجود زعيم “فوكس تروت” رَوا مجيد في الخارج وإدارته لأنشطته الإجرامية عن بُعد، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه مجرد عملية قتل فردية، أم بداية لسلسلة دموية من التصفيات المتبادلة؟