خلصت دراسة سويدية جديدة، الى أن العمليات الجراحية لتخفيف السمنة بين الشباب، لا تحسن من صحتهم النفسية، ولا يزال الأشخاص الذين عانوا من السمنة المفرطة، والذين خضعوا لمثل تلك الجراحة، بحاجة اكبر لعلاج الصحة النفسية، لمدة تصل الى 10 سنوات على الأقل بعد الجراحة.
وقالت الباحثة وعالمة النفس في جامعة لوند كاسيا يارفولم للتلفزيون السويدي، ان الدراسة تبدد الأسطورة القائلة بأن الصحة النفسية تتحسن من خلال فقدان الوزن.
لكن الدراسة أظهرت، أن العمليات المذكورة، مثل عملية تحويل مسار المعدة، تعمل بالفعل على تحسين الصحة البدنية، غير أن النتائج لم تثبت تحسن الصحة النفسية للأشخاص الذين اجروا عمليات تخفيف السمنة.
وأوضحت كاسيا، قائلة: هذه فكرة متجذرة بين المرضى والأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية، حيث يعتقدون ان الصحة النفسية ستكون أفضل بكثير عند فقدان الوزن.
أكبر دراسة في العالم
وتعمل كاسيا مع الشباب الذين يعانون من السمنة، كما انها واحدة من مؤلفي أكبر دراسة في العالم حول هذا الموضوع.
وتشمل الدراسة، التي اطلع عليها التلفزيون السويدي، جميع الأشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 14-20 عاماً والذين خضعوا لعمليات جراحية لإنقاص الوزن في السويد بين الأعوام 2007-2017.
وقام الباحثون بفحص مقدار الأدوية والرعاية المتخصصة التي تلقاها المشاركون للأمراض النفسية، لفترة تراوحت بين 5-10 سنوات بعد العملية.
حيث كان المراهقون والشباب المصابون بالسمنة وقبل اجراء العملية وفقدان الوزن اللاحق يتلقون علاجاً لمشاكل الصحة النفسية، الأمر الذي استمر بعد العملية ايضا.
واظهرت الدراسة انه وبعد عشر سنوات من اجراء العملية، تم علاج اكثر من واحد بين كل ثلاثة شباب بأدوية ذات تأثير نفسي، مقارنة بنسبة 16 بالمائة بأقرانهم من عموم السكان.
قبل العملية، لم يكن هناك فرق بين المجموعتين من حيث تعاطي المخدرات، ولكن بعد عشر سنوات كان أكثر شيوعًا بستة أضعاف بالنسبة للشباب الذين خضعوا لعملية جراحية أن يتم تشخيصهم بتعاطي المخدرات، وخاصة إدمان الكحول.
تقول كاسيا: تفاجأ باحثون واطباء بهذه النتائج. لكننا نرى بوضوح أن الشباب الذين خضعوا لجراحة السمنة ما زالوا يشكلون مجموعة ضعيفة نفسيا حتى لو لم يعودوا يعانون من السمنة المفرطة.