SWED 24: لطالما ركزت الدراسات السابقة على سمات الشخصية التي تميز الإخوة الأكبر والأصغر، متجاهلة تأثير ترتيب الولادة على شخصية الطفل الأوسط. ومع ذلك، تأتي دراسة حديثة لتغير هذه النظرة، حيث تشير إلى أن الطفل الأوسط يتمتع بسمات فريدة ومميزة تضعه في مكانة خاصة بين إخوته.
إعادة النظر في ترتيب الإخوة
في حين ساد الاعتقاد بأن الطفل الأكبر هو الأكثر قدرة على تحمل المسؤولية، والطفل الأصغر هو الأكثر إبداعًا وميلاً للمخاطرة، كان الطفل الأوسط غالبًا ما يُعتبر “المنسي” بين إخوته دون سمات محددة تميزه. إلا أن دراسة كندية حديثة، نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، تكشف أن ترتيب الولادة يلعب دورًا هامًا في تشكيل الشخصية، وأن الطفل الأوسط يتمتع بقدرات خاصة لا تقل أهمية عن إخوته.
نتائج الدراسة: سمات مميزة للطفل الأوسط
أجرى الباحث مايكل آشتون من جامعة بروك الكندية دراسة اعتمدت على استبيان يتضمن 100 سؤال ضمن نموذج “هيكساكو” لتحليل الشخصية، والذي يقيس ستة عوامل رئيسية: الصدق أو التواضع، الانفعالات العاطفية، الانفتاح الاجتماعي، التعاطف، يقظة الضمير، والانفتاح على التجارب.
أظهرت النتائج أن الأطفال الأواسط حصلوا على أعلى الدرجات في سمات الصدق والأمانة والتواضع، يليهم الأطفال الأصغر، ثم الأكبر، وأخيرًا الأطفال الوحيدون. ويشير هذا إلى أن الطفل الأوسط يتمتع بميزة فريدة في بناء العلاقات القائمة على الصدق والتواضع.
عدد الإخوة وتأثيره على الشخصية
لم يتوقف البحث عند ترتيب الإخوة، بل أظهر أيضًا أن عدد الإخوة في الأسرة يلعب دورًا هامًا في تشكيل سمات الشخصية. فالأطفال الذين ينشأون في عائلات كبيرة يتمتعون بسلوك تعاوني أكبر، مقارنة بأقرانهم في العائلات الصغيرة. كما أن سمات الصدق والأمانة والتواضع كانت أعلى لدى الأطفال الذين تربوا في أسر كبيرة.
الفروق بين المتدينين وغير المتدينين
من جهة أخرى، أظهرت الدراسة أن الفروقات في سمات الشخصية كانت أقل وضوحًا لدى الأشخاص الذين نشأوا في أسر دينية أو عرفوا أنفسهم كمتدينين، مما يشير إلى أن البيئة العائلية والقيم الدينية قد تلعب دورًا في تقليل تأثير ترتيب الولادة على الشخصية.
سمات الانفتاح على التجارب والانفتاح الاجتماعي
أما بالنسبة لسمة الانفتاح على التجارب، فقد كانت أكثر بروزًا لدى الأطفال الأكبر سنًا والأطفال الوحيدين، بينما ظهر الانفتاح الاجتماعي بشكل أكبر لدى الأطفال الأواسط والأصغر.
إعادة النظر في ترتيب الولادة
تؤكد هذه الدراسة على أهمية إعادة النظر في تأثير ترتيب الولادة وعدد الإخوة على شخصية الأطفال، مشيرة إلى أن الطفل الأوسط ليس مجرد شخصية هامشية، بل يمتلك سمات فريدة تجعل له دورًا خاصًا في الأسرة.