أظهرت الدراسات الحديثة أن النظام الغذائي LCHF، الذي يعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات وزيادة الدهون، يمكن أن يكون أكثر فعالية من الأدوية في علاج مرض القولون العصبي. وهو ما قد يفتح آفاقًا جديدة لعلاج هذا المرض المزعج.
كان النظام الغذائي LCHF، الذي يركز على تناول كميات منخفضة من الكربوهيدرات وكميات كبيرة من الدهون، معروفًا في السابق كوسيلة فعالة لإنقاص الوزن. ولكن الآن، بدأت الدراسات تكشف عن فوائده المحتملة في علاج القولون العصبي.
تبرز سيسيليا ويزنافر، الباحثة في مختبر أمراض الجهاز الهضمي في سالغرينسكا، نتائج دراستها التي أظهرت تحسنًا كبيرًا للمرضى الذين اتبعوا هذا النظام الغذائي.
تقول سيسيليا ويزنافر “كان من المعروف في السابق أن تناول الدهون بكميات كبيرة قد يفاقم أعراض القولون العصبي، ولكن نتائج دراستنا غير متوقعة. شعر المشاركون في مجموعة LCHF بتحسن ملحوظ عندما اتبعوا هذا النظام الغذائي”.
يعاني العديد من الأشخاص من أعراض القولون العصبي مثل تقلصات المعدة، والغازات، والتوتر، وصعوبات في الذهاب إلى المرحاض. ورغم الخضوع لاختبارات مختلفة مثل عينات الدم، إلا أن النتائج غالبًا ما تكون طبيعية.
ويقول الكثير من المرضى إنهم يشعرون بأن أعراضهم غير مرئية أو غير مؤكدة. ويكونون مستعدين لتجربة أي شيء لتحسين حالتهم.
تشير الدراسات إلى أن العلاجات الغذائية، مثل النظام الغذائي LCHF، يمكن أن تكون أكثر فعالية في تخفيف أعراض القولون العصبي من الأدوية التقليدية.
ويعزو الباحثون ذلك إلى أن العديد من مرضى القولون العصبي يربطون أعراضهم بالطعام، ويشعرون بالألم نتيجة تناول أطعمة معينة مثل القهوة، والمشروبات الغازية، والكحول، والدهون.
ووفقًا لويزنافر، “يمكن أن يكون سبب تحسن المرضى من نظام LCHF مرتبطًا بعملية الهضم. يعاني بعض الأشخاص من عيوب وراثية تؤثر على إنتاج الإنزيمات التي تحلل السكر والنشويات. وقد يكون هؤلاء هم من يتحسنون عند اتباع نظام LCHF.”
على الرغم من الفوائد المحتملة لنظام LCHF، هناك مخاوف تتعلق بزيادة مستويات الكوليسترول في الدم. مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لذا، تنصح ويزنافر باختيار الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأسماك بدلاً من الدهون المشبعة كالكريمة والزبدة.
إلى جانب نظام LCHF، تم اختبار نظام غذائي آخر يُعرف بـ”منخفض الفودماب”، والذي يتضمن تقليل تناول بعض الأطعمة مثل البقوليات والبصل والقمح ومنتجات الألبان وبعض الفواكه.
قد يكون هذا النظام مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من أعراض محددة، ولكنه ليس مثاليًا للاستمرار عليه لفترات طويلة، لأنه يمكن أن يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية.
تأمل سيسيليا ويزنافر أن يصبح من الممكن تخصيص العلاجات الغذائية بشكل أكبر لتلبية احتياجات كل مريض على حدة. حتى الآن، أظهرت الدراسات أن العلاجات الغذائية قد تكون أكثر فعالية من الأدوية في بعض الحالات. لكن هناك حاجة لمزيد من البحث لتحديد أفضل الأساليب العلاجية.
رغم الفوائد المحتملة للعلاج الغذائي، فإن الأدوية لا تزال تلعب دورًا مهمًا في إدارة أعراض القولون العصبي. تُظهر الدراسات أن العلاج الغذائي يمكن أن يكون بديلاً جيدًا للأدوية في بعض الحالات. ولكنه ليس الحل المثالي للجميع.
قد يحتاج بعض المرضى إلى تدخلات طبية مختلفة، خاصةً لأولئك الذين عانوا من مشاكل في تناول الطعام أو فقدان الوزن غير المبرر.
وتشدد سيسيليا ويزنافر على أهمية تخصيص العلاجات لتلبية احتياجات كل مريض بشكل فردي، مع مراعاة الأثر النفسي والعاطفي الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على جودة الحياة.
وتضيف ويزنافر “العلاجات الشخصية التي تتكيف مع حياة الفرد هي الأفضل لأنها تدوم على المدى الطويل. لا أحد يريد أن يأكل وفقًا لقائمة صارمة، فهذا لا ينجح دائمًا.”
المصدر: Göteborgs-posten