في تطور مثير في مجال الصحة واللياقة البدنية، كشفت دراسة حديثة أن النساء قد يستفدن من حماية معززة ضد الأمراض القاتلة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية بممارسة عدد أقل من التمارين البدنية مقارنة بالرجال.
تقول أخصائية الفيزيولوجيا في معهد كارولينسكا، جيسيكا نوربوم للتلفزيون السويدي: من المثير للدهشة أن النساء، على الرغم من ممارستهن لكميات أقل من النشاط البدني أو على مستويات أقل، حققن تأثيرًا أكبر بكثير مقارنة بالرجال.
الدراسة، التي شملت أكثر من 400,000 بالغ أمريكي أبلغوا عن مستويات نشاطهم البدني بين عامي 1997 و2019، حيث قام الباحثون بمقارنة الفروقات بين الجنسين فيما يتعلق بمعدلات الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
تقول أستاذة القلب وأحد الباحثين القائمين وراء الدراسة، سوزان تشينغ: كما كان متوقعاً، كانت مخاطر الوفاة أقل بين الأشخاص الذين أفادوا بأنهم يمارسون النشاط البدني مقارنة بأولئك الذين بقوا جالسين غالبًا. الأمر المثير للاهتمام هو أن مخاطر الوفاة انخفضت بنسبة 24% للنساء و15% للرجال”.
النساء يقللن من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بوتيرة أسرع
وبحسب الدراسة، فإن الرجال الذين يمارسون النشاط البدني لمدة خمس ساعات أسبوعيًا كانوا الأكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة، في حين كانت ساعتين ونصف كافية للنساء. أما بالنسبة لتدريبات القوة، فقد استفاد الرجال من ثلاث جلسات أسبوعية، بينما كانت جلسة واحدة كافية للنساء.
تشدد نوربوم على أن هذه دراسة استقصائية لم تتحقق من مدى دقة النشاط البدني المُبلغ عنه من قبل المشاركين، وتقول أن “الرجال، وفقًا لدراسات أخرى، لديهم ميل إلى تقدير نشاطهم البدني بشكل مبالغ فيه”.
وأكد أخصائي أمراض القلب في المركز الطبي الوطني اليهودي الأمريكي، أندرو فريمان في رسالة بريد الكتروني بعث بها الى التلفزيون السويدي، أن هناك دراسات أخرى تحقق في سبب استجابة النساء بشكل مختلف للتمارين البدنية.
ويقول: “قد يعود ذلك إلى الفيزيولوجيا وربما حتى إلى اختلافات في ألياف العضلات. لا نعرف جميع الآليات الكامنة وراء ذلك، لكن بيانات أخرى تشير إلى أن الاختلافات بين الجنسين تلعب دورًا كبيرًا. نحن نتجه نحو عصر الرعاية الصحية المُخصصة التي يجب أن تأخذ الجنس البشري في الاعتبار”.