تستعرض دراسة حديثة دور موسيقى الهيب هوب في تشكيل الهوية، التكامل الاجتماعي، والانتماء في المجتمع السويدي.
يستكشف الباحث شورس يوستين، في دراسته “100 بالمائة سويدي” كيف تساهم موسيقى الهيب هوب في التعبير عن تجارب الأحياء الشعبية والتقريب بين الثقافات.
قام شورس يوستين بإجراء مقابلات مع حوالي ثلاثين شخصًا من بينهم فنانون، منتجون، ومهنيون في صناعة الموسيقى. تركزت المقابلات حول كيفية استخدام فناني الهيب هوب السويديين من خلفيات أجنبية ومن مناطق اقتصادية ضعيفة لموسيقاهم لترجمة قصصهم الشخصية والتعبير عن واقعهم الاجتماعي وتصوراتهم عن الهوية السويدية.
يقول يوستين: “الهيب هوب يمكنه أن يعبر عن تجارب الأحياء الشعبية، وعلى أمل أن يساعد في فهم أن تلك التجربة هي أيضًا جزء لا يتجزأ من الهوية السويدية”.
وأوضح أن النقاشات شملت موضوعات مثل العلاقة مع المنطقة التي ينتمي إليها الفنانون، ودور الهيب هوب في بناء هويتهم، ومفهوم السويدية، ومكانتهم في المجتمع.
أهمية دراسة الثقافة الشعبية
يوضح يوستين، الذي أكمل دراسته للدكتوراه في علم الاجتماع بجامعة ستوكهولم، أن دراسة الثقافة الشعبية تعكس الكثير من التطورات في المجتمع.
وأضاف: “الكثير من الناس، وخاصة الشباب، يمكنهم الارتباط بموسيقى الهيب هوب”.
الفجوة الرمزية بين “الاعتدال” و”الحي الشعبي”
تشمل الدراسة مصطلحين رئيسيين: “الحي الشعبي – Orten” و”الاعتدال – Lagom”.
يشير يوستين إلى وجود حدود رمزية بين “ثقافة الاعتدال” التي تحدد ما هو “صحيح” أو “سويدي” وبين “تجربة الأحياء الشعبية” التي تتضمن خلفيات ثقافية مختلفة وآباء أجانب.
ويعتقد يوستين أن الهيب هوب يمكن أن يساعد في طمس هذه الحدود، مؤكدًا على أهمية فهم هذه التباينات لتعزيز التكامل الاجتماعي.
تظهر الدراسة أن موسيقى الهيب هوب ليست مجرد وسيلة للتعبير الفني، بل هي أداة للفهم والتواصل مع تجارب اجتماعية متنوعة في السويد، مما يعزز من الفهم المتبادل والانتماء المجتمعي.