أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أوبسالا أن الأرانب المستأنسة تتمتع بقدرة مذهلة على التكيف مع الحياة البرية، وذلك من خلال التخلص من المتغيرات الجينية المرتبطة بالتدجين.
شملت الدراسة 300 أرنب من ثلاث قارات، حيث قام الباحثون بفحص جيناتهم لفهم كيفية عودتهم إلى البرية بعد آلاف السنين من التدجين.
يقول الدكتور كارل يوهان روبن، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، “أردنا أن نرى ما يحدث للمادة الوراثية للحيوانات الأليفة عندما يتم إطلاقها في البرية وتعود لتصبح حيوانات برية مرة أخرى.”
أظهرت النتائج أن الأرانب المستأنسة تمر بتغييرات جينية سريعة عندما تعود إلى بيئتها الطبيعية، حيث يتم التخلص من الجينات المرتبطة بخصائص مثل السلوكيات الخاضعة للإنسان وحجم الجسم الكبير.
ويعتقد الباحثون أن هذه التغييرات الجينية السريعة هي التي تفسر سرعة تحول الأرانب المستأنسة إلى حيوانات برية، مما أدى إلى انتشارها الواسع في جميع أنحاء العالم، غالبًا مع عواقب اقتصادية وبيئية وخيمة.
تتمتع هذه الدراسة بأهمية كبيرة لفهم كيفية تكيف الأنواع مع بيئات جديدة، ويمكن أن يكون لها تأثيرات هائلة على مجالات مثل إدارة الأنواع الغازية والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
يقول الدكتور روبن: “يمكن أن تساعدنا نتائجنا في تطوير طرق أفضل لمكافحة الأنواع الغازية، مثل الأرانب، وكذلك في إعادة إدخال الأنواع المهددة بالانقراض في البرية بنجاح.”
ومع ذلك، يحذر الدكتور روبن من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم جميع الآليات الكامنة وراء قدرة الأرانب على التكيف بسرعة مع الحياة البرية.
المصدر: SVT