SWED24: كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology أن فقدان الوزن السريع بسبب دواء “أوزمبيك” (Ozempic) قد يؤدي إلى شيخوخة مبكرة نتيجة فقدان كتلة العضلات.
بينما أشارت دراسات سابقة إلى أن “أوزمبيك” قد يبطئ الشيخوخة، يحذر الباحثون الآن من أن فقدان الوزن السريع المرتبط باستخدام الدواء قد يفقد الشخص كتلة عضلية تعادل 20 عاماً من الشيخوخة الطبيعية، وفقًا لما نقلته صحيفة سفينسكا داغبلاديت (SvD).
خلال فترة الدراسة التي استمرت بين 36 و73 أسبوعًا، كان معدل فقدان العضلات بين 25 – 39 بالمائة من إجمالي الوزن المفقود، وهو أعلى من فقدان العضلات الناتج عن الحميات الغذائية التقليدية التي تتراوح بين 10- 30 بالمائة.
السبب ليس الدواء نفسه
وفقاً للباحثين، فإن المشكلة ليست في المادة الفعالة للدواء، بل في السرعة العالية لفقدان الوزن. ومع ذلك، فقد ألمحت بعض الدراسات السابقة إلى أن “أوزمبيك” قد يساعد في إبطاء الشيخوخة، كما أفادت شبكة BBC سابقًا.
توضح يلفا ترويله لاغيروس، أستاذة الطب والاستشارية في مجال الصحة، أن فقدان العضلات بسبب فقدان الوزن يُمكن تفسيره على أنه “شيخوخة مبكرة”، لكنه ليس بالضرورة فقدانًا دائماً.
وتقول: “مع التقدم في العمر، نفقد كتلة العضلات، لذا يمكن القول إن فقدان الوزن السريع يجعلك أقرب إلى نسختك الأكبر سناً. لكن، يمكنك أيضاً استعادة العضلات من خلال التمارين والتغذية السليمة، مما يعيدك إلى مرحلة شبابية من جديد”.
بدورها، أكدت كارين موديغ، الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة بجامعة كارولينسكا، أن وصف فقدان العضلات بأنه “تسريع الشيخوخة” قد يكون تفسيراً نسبياً.
وتضيف، قائلة: “إذا فقد شخص مسنّ كتلة عضلية توازي ما يفقده في 10 سنوات، يمكن القول إن الشيخوخة تسارعت. ولكن إذا كان الشخص صغيرًا في السن، فهناك فرصة كبيرة لاستعادة هذه الكتلة العضلية مجدداً، وهو أمر يصبح أصعب كلما تقدمنا في العمر”.
كيف يمكن تجنّب فقدان العضلات؟
للحد من فقدان الكتلة العضلية أثناء فقدان الوزن، يوصي الأطباء بالتالي:
- ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة تمارين القوة التي تساعد في الحفاظ على العضلات.
- اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من البروتين لدعم نمو العضلات.
- تجنب فقدان الوزن بسرعة مفرطة والتركيز على خسارة الدهون بدلاً من العضلات.
جدل مستمر حول “أوزمبيك”
يحتوي دواء “أوزمبيك” على المادة الفعالة “سيماغلوتيد” (Semaglutide)، والتي تساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم وكبح الشهية. لكن الدواء كان موضع جدل عالمي، حيث يتم التحقيق في آثاره الجانبية المحتملة، مثل تأثيره على صحة العيون، بالإضافة إلى تقارير عن إساءة استخدامه من قبل أشخاص لا يعانون من السمنة أو السكر
رغم شعبيته الكبيرة كدواء فعّال لفقدان الوزن، يبقى “أوزمبيك” سلاحاً ذا حدّين، حيث يمكن أن يؤدي فقدان الوزن السريع إلى فقدان كتلة عضلية كبيرة، قد تُفسّر على أنها شيخوخة مبكرة. لذا، يُنصح باستخدامه بحذر، مع اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية.