SWED24: في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هجماته ضد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفاً إياه بـ”الدكتاتور”، ومتهماً أوكرانيا، بأنها بدأت الحرب. تصريحات ترامب، التي جاءت وسط مفاوضات جارية بين واشنطن وموسكو بشأن مستقبل أوكرانيا، تُعتبر جزءًا من استراتيجية تفاوضية مدروسة تهدف إلى إضعاف موقف كييف على طاولة المفاوضات، وفقًا لما يراه خبراء.
ويرى الخبير السويدي لارس-يوهان أوغه، أستاذ التفاوض والوساطة، أن ترامب يعامل الصراع الأوكراني وكأنه صفقة عقارية، وليس أزمة جيوسياسية معقدة.
وقال أوغه: “ترامب يريد إنهاء هذه ‘الصفقة بأسرع وقت ممكن قبل لقائه المرتقب مع بوتين. كل ما يفعله الآن هو محاولة تقويض زيلينسكي، حتى يضطر للقبول بالشروط الروسية”.
ووفقتً لمصادر صحفية، فإن الولايات المتحدة وافقت ضمنياً على مطالب موسكو بإجراء انتخابات في أوكرانيا، وهو مطلب ترفضه كييف نظراً لاستمرار الحرب واستحالة تنظيم انتخابات حرة في ظل الاحتلال الروسي لأجزاء من البلاد.
استراتيجية ترامب: إضعاف زيلينسكي
يعتقد أوغه أن ترامب يتبع نهجاً تفاوضياً يعتمد على ثلاث استراتيجيات رئيسية، جميعها تهدف إلى الضغط على زيلينسكي وإجباره على تقديم تنازلات:
1- استغلال نقاط الضعف
🔹 “ترامب لا يهتم بمطالب الطرف الآخر، بل يركز على نقاط ضعفه ليستغلها”.
🔹 يدرك أن زيلينسكي يعتمد بشكل كامل على الدعم العسكري الأمريكي، لذا فهو يستخدم التهديد بتقليص هذا الدعم كورقة ضغط.
2️- استخدام تصريحات صادمة لخلق واقع جديد
🔹 ترامب يحرص على الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل، مثل ادعائه أن أوكرانيا بدأت الحرب، وهي رواية تتماشى مع الدعاية الروسية.
3- نقل تكتيكات الصفقات العقارية إلى السياسة الدولية
🔹 يرى أوغه أن نهج ترامب مستوحى من أساليب التفاوض التي تعلمها في سوق العقارات في مانهاتن، حيث يعتمد على المساومة القاسية والضغط النفسي.
🔹 لكنه يحذر من أن استخدام هذه الأساليب في السياسة العالمية قد يؤدي إلى عواقب غير محسوبة.
انتصار استراتيجي لروسيا
تصريحات ترامب لم تمر دون ردود فعل، حيث وصفها المحلل هوغو فون إيسن بأنها “نصر استراتيجي ضخم لروسيا”، مشيراً إلى أن هذه هي اللحظة التي انتظرها فلاديمير بوتين طوال الحرب.
وقال فون إيسن: “استراتيجية بوتين منذ البداية كانت تعتمد على انتظار أن تفقد الدول الغربية صبرها، أو أن يصل إلى السلطة قادة أكثر ميلاً للتفاوض مع موسكو. يبدو أن هذا ما يحدث الآن”.
ويتزايد القلق بشأن اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين في أواخر شباط/ فبراير، وسط مخاوف من أن تكون تصريحات ترامب الأخيرة مقدمة لتغيير جذري في موقف الولايات المتحدة تجاه الحرب في أوكرانيا.
في المقابل، أكد زيلينسكي مراراً أنه لن يقبل بأي اتفاق يتم التفاوض عليه دون مشاركة أوكرانيا بشكل مباشر، مشدداً على أن بلاده لن تستسلم للضغوط السياسية أو العسكرية.
قد تحمل الأيام القادمة إجابات حاسمة، لكنها بلا شك ستكون نقطة تحول في مسار الحرب والمفاوضات الدولية.