SWED 24: تشهد سوريا تحولات غير مسبوقة مع سيطرة هيئة تحرير الشام على السلطة وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة محمد البشير، في خطوة تثير تساؤلات حول مستقبل البلاد تحت حكم هذه المجموعة ذات الخلفية الجهادية.
ويرى الباحث نانار هواش، المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية وأستاذ بجامعة أوبسالا، أن الهيئة، رغم أيديولوجيتها السلفية الجهادية، تبدي تحولًا براغماتيًا واضحًا منذ انفصالها عن تنظيم القاعدة في عام 2017. ويضيف: “هيئة تحرير الشام تدرك تمامًا أهمية عدم عزل نفسها عن المجتمع الدولي، وتسعى لتحقيق توازن بين أهدافها الأيديولوجية ومتطلبات الحكم.”
انفتاح تجاه الأقليات: تحول استراتيجي
من بين التغييرات التي رصدها الخبراء، إظهار الهيئة تسامحًا أكبر مع الأقليات الدينية والعرقية في المناطق التي تسيطر عليها. ووفقًا لهواش، “أظهرت العمليات العسكرية الأخيرة للهيئة في مناطق الأقليات غيابًا للانتهاكات، وهو تحول ملحوظ مقارنة بممارساتها السابقة.”
قيادة انتقالية ورسائل استقرار
محمد البشير، الذي تم تعيينه رئيسًا مؤقتًا للحكومة حتى مارس المقبل، أطلق تصريحات لوسائل الإعلام الدولية تؤكد أن الهيئة تسعى إلى “تحقيق الاستقرار والهدوء” في سوريا. وترافق ذلك مع تشكيل حكومة انتقالية كخطوة نحو تقديم نموذج حكم مستقر يهدف إلى تخفيف حدة التوترات الداخلية وكسب القبول الدولي.
مواجهة داعش والبحث عن قبول دولي
في الوقت ذاته، يبرز الباحث إسحاق سفينسون من جامعة أوبسالا تحولًا آخر في استراتيجية الهيئة، مشيرًا إلى مواجهتها العسكرية مع تنظيم داعش، ومؤكدًا أن “الهيئة أظهرت مرونة أكبر تجاه مطالب المدنيين في بعض الحالات، مما يميزها عن داعش الذي تجاهل تمامًا إرادة السكان.”
بين الجهادية والإصلاح
رغم محاولاتها تقديم نفسها كقوة إصلاحية، تواجه هيئة تحرير الشام تحديات كبيرة لتحقيق التوازن بين متطلبات الحكم وماضيها الأيديولوجي. ومع اعتمادها نهجًا براغماتيًا جديدًا، تسعى الهيئة لتجنب العزلة الدولية، إلا أن مستقبلها يبقى رهين قدرتها على تقديم نموذج حكم يلبي تطلعات السوريين والمجتمع الدولي.