SWED 24: نشرت صحيفة “أفتونبلادت” في عددها الصادر، أمس الجمعة، مقالاً مطولاً، قالت فيه أن بوتين تخلى عن الأسد وأن العزلة باتت تطوق النظام السوري.
وذكرت الصحيفة، أن النظام السوري بقيادة بشار الأسد، يواجه عزلة متصاعدة بعد تراجع دعم حلفائه الرئيسيين، روسيا وإيران، في وقت يشهد فيه النظام خسائر ميدانية كبيرة ويصارع للحفاظ على سيطرته على العاصمة دمشق والمناطق الساحلية.
وذكرت تقارير إعلامية، منها وكالة بلومبرغ وسكاي نيوز العربية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ الأسد بأن الدعم الروسي سيكون محدودًا بسبب أولويات أخرى، خاصة الحرب في أوكرانيا. وأشارت التقارير إلى أن روسيا لن تقدم سوى دعم سياسي وبعض الضربات الجوية المحدودة، ما يعني تخليها عن دورها الحاسم الذي أنقذ النظام سابقًا في عام 2015.
إلى جانب روسيا، تواجه إيران وحزب الله تحديات كبيرة أدت إلى تقليص دعمهما للنظام السوري. الهجمات الإسرائيلية المكثفة على مواقع إيرانية في سوريا خلال الأشهر الأخيرة أضعفت قدرة طهران على تقديم الدعم العسكري واللوجستي للنظام. كما أن انسحاب قوات حزب الله تدريجيًا يزيد من هشاشة الوضع العسكري للأسد.
خسائر ميدانية استراتيجية
ميدانيًا، خسر النظام السوري مدنًا استراتيجية في الشرق، مثل أبو كمال ودير الزور، لصالح قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. هذا التطور يقطع “الجسر البري الإيراني” الذي يربط العراق بسوريا، مما يضعف النفوذ الإيراني في المنطقة.
ويرى المحللون أن النظام قد يلجأ إلى تعزيز سيطرته في دمشق والمناطق الساحلية، مع خسارته السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد.
وقال ألكسندر أتارودي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط: “السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن يحتفظ النظام بدمشق والمناطق الساحلية، بينما تستولي المعارضة المسلحة والقوات الكردية على بقية المناطق. قد نرى سوريا مقسمة على غرار ليبيا.”
يشير آرون لوند، الخبير في معهد البحوث الدفاعية السويدي، إلى أن الأزمة السورية مرشحة للتفاقم، ويقول: “لا يبدو أن هذا الصراع سينتهي نهاية سعيدة. انهيار النظام قد يؤدي إلى مزيد من الحروب والانهيار الاقتصادي، وربما مجاعات واسعة.”
ومع فرار أكثر من 370,000 شخص من مناطق القتال، بحسب تقارير الأمم المتحدة، يزداد القلق بشأن تدفق اللاجئين. ومع إغلاق الحدود الدولية، تتركز الأزمة على النازحين داخليًا، وسط مخاوف من عودة سيطرة الجماعات المتطرفة مثل هيئة تحرير الشام.
ولأول مرة منذ أكثر من خمسة عقود، يبدو النظام السوري مهددًا بتغيير جذري. وفي حال سقوط الأسد، قد تشهد البلاد انقسامات عرقية وطائفية عميقة، ما ينذر بسنوات طويلة من عدم الاستقرار.