كشفت دراسة حديثة من جامعة لوند السويدية عن التحديات العملية والقلق الذي يواجهه الوالدين فيما يتعلق بتوصيات تقييد استخدام الأطفال للأجهزة الذكية وألواح التصفح الإلكترونية.
وتؤكد الأستاذة هيلينا ساندبرغ، المتخصصة في علم الأوبئة والاتصالات بالجامعة، على صعوبة تنفيذ بيئة خالية تمامًا من الشاشات، ليس فقط داخل الأسرة بل في المجتمع ككل.
تصف الدراسة التوجيهات الصادرة عن جمعية طب الأطفال السويدية ومنظمة الصحة العالمية بأنها غير واقعية، مشيرة إلى أن هذه المقترحات تفرض عبئا إضافيًا على الحياة اليومية للأسر.
ومن خلال دراسة شملت 16 أسرة لديها أطفال تتراوح أعمارهم بين صفر وثلاث سنوات، حيث أجريت مقابلات مع الوالدين وتم التصوير داخل منازلهم، توصل الباحثون إلى استنتاجات حول دمج الوسائط الرقمية في الحياة اليومية للأطفال.
يُشار إلى أن الدراسة لم تخضع بعد للتقييم من قبل باحثين آخرين.
اقرأ أيضا:
الباحثون مختلفون
وفي ظل توصيات حاسمة من جمعية طب الأطفال السويدية ومنظمة الصحة العالمية، يُطلب من الآباء الحد من تعرض أطفالهم دون سن الثانية للشاشات الرقمية بشكل كامل، مع إتاحة بعض المرونة لمكالمات الفيديو القصيرة مع الأقارب كالأجداد كاستثناء محدود.
أولريكا أدين، أستاذة طب الأطفال ورئيسة جمعية طب الأطفال، تؤكد على توازن التوصيات مشيرةً إلى الأساس العلمي القوي الذي يدعمها.
وتقول إن “الهدف من توجيهاتنا ليس الإفراط في التقييد، وإنما التأكيد على الأثر السلبي للاستخدام المفرط للشاشات على صحة وتطور الأطفال، سواءً كان ذلك يتعلق بتطور اللغة، مخاطر السمنة أو قصر النظر.”
في المقابل، تعتبر هيلينا ساندبرغ أن الروابط بين استخدام الشاشات وتأثيراتها السلبية ليست قاطعة. وتشير إلى أن “الأدلة التي تستند إليها منظمة الصحة العالمية في توصياتها لا تمتلك القوة الكافية، وأن الواقع لا يعكس ترك الأطفال لساعات طويلة بمفردهم أمام الشاشات. الالتزام بالتجنب التام قد يؤدي إلى أن ينشأ جيلنا الحالي بدون أي تفاعل مع الشاشات، وهو أمر غير مسبوق منذ الخمسينيات.”
يذكر أن يوهان بيرشون، زعيم حزب الليبراليين، يدعو إلى تنظيم استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب، وفرض قيود على الوصول إليها بعد الساعة 11 مساءً، في محاولة لحماية الصحة النفسية والبدنية للأطفال.