نشرت صحيفة DN (داغنز نيهتير) السويدية ( المصدر/ انقر هنا)، اليوم الثلاثاء مقالاً مطولاً حول الاتفاقية الأمنية التي أبرمتها السويد مع تركيا أمس الإثنين والتي بموجبها منحت تركيا الضوء الأخضر للسويد لدخول حلف شمال الأطلسي، الناتو. واستطلعت الصحيفة آراء الخبراء المختلفة حول ما يمكن ان تنطوي عليه التسوية التي ضمت 7 نقاط.
إرضاء تركيا
وقالت الأستاذة الفخرية في قسم الدراسات التركية في جامعة ستوكهولم جيني وايت للصحيفة، إن الاتفاقية تجعل الأمر يبدو كما لو ان السويد قامت بأشياء من أجل إرضاء تركيا.
ووفقاً للصحيفة، فإن رئيس الحكومة اولف كريسترسون احتفل في قاعة المؤتمرات في فيلنيوس بشرب الجعة مع الوفد السويدي، مساء أمس الاثنين، بعد ان أقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تحقيق الخطوة التي لطالما انتظرتها السويد لفترة طويلة وهو وعد بتقديم طلب الناتو السويدي الى البرلمان التركي للموافقة عليه.
وجاءت موافقة أردوغان بعد تسوية تضم سبع نقاط، من بينها ان السويد ستدعم محاولات انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي وان السويد يجب ان تضع “خارطة طريق” فيما يتعلق بالعمل المستقبلي ضد الإرهاب.
وقالت وايت، ان اختيار الكلمات في التسوية جعلت الأمر يبدو وكأن تركيا كانت تتمتع بسلطة أكبر على السويد خلال عملية الناتو مما كانت عليه بالفعل.
وأوضحت، قائلة: جزء كبير من التسوية هو اتفاقية مدريد بكلمات جديدة. لكن التسوية تجعل الأمر يبدو كما لو أن السويد فعلت أشياء لإرضاء تركيا مثل تغير دستورها من اجل تركيا، حتى لو كان التغيير في القانون يسبق مطالب أردوغان.
وأشارت الى ان التسوية تفتقر الى التفاصيل الملموسة والى وجود كلمات غامضة لا معنى كبير لها في الواقع مثل “خارطة الطريق”، “النضال المستمر” و”الالتزام طويل الأمد”. بالإضافة الى ان التسوية تشير أيضا الى ان السويد ستدعم بقوة محاولات تحقيق طموح تركيا بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي.
وقالت: عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي لن تحدث أبداً. لذلك بالطبع يمكن للسويد ان تقول انها تؤيد ذلك، لكن هذا لا معنى له.
ما الذي تعنيه التسوية في الواقع؟
يعتقد سفير السويد السابق لدى تركيا مايكل ساهلين، ان الاتفاقية الموقعة في مدريد بين السويد وفنلندا وتركيا في العام الماضي، كانت بالفعل سخية للغاية تجاه تعريف تركيا للإرهاب، مشيراً الى ان اتفاقية فيلنيوس ترسم خطوات أخرى في هذا الاتجاه.
وقال ساهلين للصحيفة: استخدم الاتراك السويد كجدار من الطوب لإدراج حزب PYD التابع للعمال الكردستاني في سياق مكافحة الإرهاب. الاتفاق مكتوب بطريقة تعكس تماماً وجهة النظر التركية للإرهاب. الآن هناك كتابات متكررة حول عدم تقديم الدعم لمنظمات غير مصنفة على أنها إرهابية خارج تركيا مثل حركة غولن، وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب.
من أحد النقاط الواردة في الاتفاقية بين السويد وتركيا تتعلق بـ “اتفاقية امنية ثنائية” تضم اجتماعات سنوية، تقدم السويد من خلالها “خارطة طريق لعملها المستمر ضد الإرهاب”.
يقول ساهلين، إن الاتفاقية الأمنية لها أهمية خاصة في اتفاقية التسوية بشكل عام، فهي تمنح تركيا تأثيراً أكبر على ما يمكن تعريفه بالإرهاب.
ويتابع، قائلاً: من الواضح ان هذا يمثل مشكلة بالنسبة للسويد. بالإضافة الى ذلك، ألزمت السويد نفسها الآن على التعاون الدائم مع تركيا.
ويعتقد ساهلين ان الاتفاق مع تركيا يجعل من الصعب على السويد انتقاد القيود المفروضة على حقوق الانسان في البلاد، حيث يقول: سيؤدي هذا الى تغير أكبر في الوضع. من الصعب ان نرى تلك المشاكل عندما يتعلق الأمر بتركيا وفي نفس الوقت ان نكون صوتاً نشطاً لحقوق الانسان عندما يتعلق الأمر بالصين او روسيا او المجر.
هل حقق أردوغان ما يريده؟
وترى جيني وايت، ان التسوية منحت أردوغان فرصة ان يُظهر صورة مفادها ان تركيا نالت كل ما طلبته.
وقالت: اردوغان يحتاج الى انتصارات على الساحة الدولية. اعتمد على قضية طلب السويد لانضمامها الى الناتو حتى اخر لحظة ممكنة، لذا حصل على الصورة التي يحتاجها: مصافحة زعماء العالم، الذين ووفقاً لروايته كان عليهم التوسل اليه من اجل السماح للسويد بدخول الحلف.
وترى جيني وايت انه ستكون هناك نهاية للضغط على السويد من الجانب التركي بمجرد اكتمال التصديق.
وتتابع، قائلة: لم يعد لتركيا مصلحة في السويد. بمجرد انضمام السويد الى الناتو، لن يكون لأردوغان ما يستخدمه لتقديم مطالبه، قدم له طلب الناتو السويدي ما يريد: انتصار دولي.