SWED 24: حكمت محكمة فارملاند الجزائية بالسجن المؤبد على ريفالو بيلوبيسي، البالغ من العمر 37 عامًا، بعد إدانته بقتل زوجته بطريقة مروعة باستخدام سيف، وذلك أمام أعين أطفالهما في منزل الأسرة بمدينة أرفيكا. كما أمرت المحكمة بترحيله من السويد بعد تنفيذ عقوبته.
وقعت الحادثة في 8 أب/ أغسطس الماضي، عندما تلقت خدمات الطوارئ مكالمة من أحد الأطفال في المنزل قائلًا: “أمي تحتضر.” وعند وصول الشرطة إلى الموقع، وجدوا الأم في المطبخ تنزف بغزارة نتيجة طعنة قاتلة بسيف. الإصابة كانت مميتة، إذ أصابت شريانها الأبهر وألحقت أضرارًا بالغة بإحدى كليتيها، مما أدى إلى وفاتها رغم محاولات إنقاذها.
وفي أثناء عمليات الإنقاذ داخل المنزل، لاحظ الضباط وجود سيف ملطخ بالدماء ملقى بين غرفة المعيشة ومدخل المنزل. ووفقًا لتقرير الشرطة، تم العثور على الزوج خارج المنزل في حالة سكر شديد، حيث وصف بأنه كان في حالة من الارتباك الشديد وغير متزن في حديثه.
وورد في تقرير الشرطة: “كان يتحدث بكلمات غير مفهومة ويقدم إجابات عشوائية وغير منطقية عند استجوابه. كان يضحك أحيانًا ويسأل: ‘أين زوجتي؟ كيف حالها؟’ وكان يكرر عبارات عن التدخين بشكل غريب”.
شهادة الأطفال تهز القلوب
كان الحادث أكثر مأساوية بسبب وجود طفلي الزوجين داخل المنزل أثناء وقوع الجريمة. ووفقًا للشرطة، تم نقل الطفلين إلى منزل الجيران في حالة صدمة شديدة.
وذكرت الشرطة في تقريرها، قائلة: “كان الأطفال يبكون ويرتجفون بشدة. أحدهما تحدث بصعوبة عن مشهد رؤية والده يطعن والدته بسيف. قال إن والده كان في حالة سكر، وأن والدته كانت تخبره بأنها تريد الانفصال عنه، وهو ما أثار غضبه بشكل عنيف”.
كما أضاف التقرير أن الأطفال شهدوا تهديد والدهم لهما بقص شعرهما، وهو ما وصفوه بعقوبة “إذلالية” لها دلالة خاصة في سياق العنف الأسري.
قرار المحكمة
في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أصدرت محكمة فارملاند حكمها الأولي بإدانة ريفالو بيلوبيسي بقتل زوجته. وخلال الإجراءات القضائية، خضع المتهم لفحص نفسي شامل، حيث خلص الخبراء إلى أنه لا يعاني من أي اضطراب نفسي خطير قد يبرر سلوكه.
ورغم أن المتهم حاول الدفاع عن نفسه بالقول إنه لم يكن يعتزم قتل زوجته، رفضت المحكمة هذا الادعاء واعتبرت أن تصرفه يحمل نية القتل. وبناءً على ذلك، أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن المؤبد بحقه، إضافة إلى قرار بترحيله من السويد بعد انتهاء مدة العقوبة.
وأثارت الجريمة صدمة واسعة في السويد، خاصة في ظل تزايد حالات العنف الأسري التي تنتهي بجرائم مروعة. وأعادت القضية تسليط الضوء على أهمية التدخل المبكر لحماية الضحايا المحتملين من العنف الأسري، وتوفير دعم أكبر للأطفال الذين يشهدون مثل هذه الحوادث.
من جهة أخرى، وصفت منظمات حقوقية الحكم بالسجن المؤبد والترحيل بأنه خطوة مهمة للردع، لكنها أكدت على الحاجة لتعزيز الجهود الوقائية لمعالجة جذور العنف الأسري.