تتوقع الأوساط العلمية أن تحصل الباحثة الدنماركية لوت بييره كنودسن، المعروفة بلقب ” GLP-1″، على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب لهذا العام بفضل تطويرها لعلاج مبتكر للسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، بحسب ما ذكره مراسل العلوم في التلفزيون السويدي SVT، يوهان بيرغندورف.
وأوضح بيرغندورف، أن لوت بييره كنودسن، البالغة من العمر 60 عامًا، تعمل كمستشارة علمية رئيسية في شركة الأدوية الدنماركية Novo Nordisk، التي تتجاوز قيمتها السوقية إجمالي الناتج المحلي للبلاد.
وأضاف أن كنودسن واجهت تحديات داخل الشركة، حيث كان الرؤساء يعتمدون على مبيعات الأنسولين، بينما يقلل دواؤها الجديد من الحاجة إلى الأنسولين بنفس القدر.
وأشار بيرغندورف إلى أن لوت كنودسن كانت المحرك الرئيسي وراء تطوير العلاج الجديد الذي يعتمد على الببتيد 1 الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1)، والذي يحاكي هرمونًا تفرزه الأمعاء بعد تناول الطعام. يعمل الدواء على الارتباط بمستقبلات في الدماغ لزيادة الشعور بالشبع، وتأخير إفراغ المعدة، وتحفيز البنكرياس على إفراز الأنسولين.
احتمالية تقاسم الجائزة
وأفاد بيرغندورف بأن جوائز نوبل غالبًا ما تُمنح لثلاثة باحثين كحد أقصى، ومن المحتمل أن تشارك كنودسن الجائزة مع المقدونية/الأمريكية سفيتلانا موجسوف والأمريكي جويل هابنر، اللذين أسسا الأبحاث الأساسية التي اعتمدت عليها كنودسن في تطوير العلاج.
وأضاف أن هناك احتمالاً آخر وهو أن تذهب الجائزة إلى أبحاث الدماغ، مشيرًا إلى أن الأمريكية آن إم. غرابيل تحتل المرتبة الثانية في قائمته.
زاكتشفت غرابيل وظائف حيوية العقد القاعدية في الدماغ، المسؤولة عن التفكير والعواطف والتحكم في العادات اليومية والإدمان، بالإضافة إلى ارتباطها بأمراض مثل الوسواس القهري والاكتئاب والقلق. وإذا فازت، قد تشارك الجائزة مع الياباني أوكيهيدي هيكوساكا والألماني وولفغانغ شولتز.
هل اكتشفت غرابيل هذه المنطقة الدماغية؟
بيرغندورف يوضح: “لا، فقد كانت هذه المنطقة معروفة منذ أكثر من 150 عامًا، وعُرف قبل أبحاث غرابيل أنها تسبب الحركات اللاإرادية في حالات مثل مرض هنتنغتون وباركنسون”.
مرشحة ثالثة: اللبنانية هدى زغبي
وطرح بيرغندورف اسمًا ثالثًا كمرشح محتمل لجائزة نوبل وهو اللبنانية هدى ي. زغبي، التي غادرت بيروت في السبعينات واستقرت في الولايات المتحدة حيث درست الطب. خلال مسيرتها الطبية، قابلت زغبي فتيات يعانين من اضطراب غامض يتمثل في توقف نمو الدماغ وفقدان القدرة على التواصل والحركات المتكررة لليدين.
ويضيف بيرغندورف: “كانت زغبي مقتنعة بأن السبب وراثي، وكرست حياتها للبحث عن علاج لمتلازمة ريت، والتي تصيب فتاة واحدة من كل 10,000. استغرقت زغبي عقودًا لتحديد الجين المسؤول عن المتلازمة، وفي هذا العام بدأت تجربة العلاج الجيني على عدد محدود من المرضى، حيث أظهرت بعض التحسن في حالتهم”.