يشير العديد من الصحفيين العراقيين إلى أن الإجراءات الصارمة التي تتخذها الحكومة العراقية ضد الجريمة المتعلقة بالمخدرات قد تكون السبب وراء حكم الإعدام الصادر بحق مواطن سويدي. وذكر الخبير في قضايا الشرق الأوسط، ألكسندر أتارودي، أن “العراق حريص جداً على عدم استخدام أراضيه من قبل المجرمين المتاجرين بالمخدرات”.
وفي هذا السياق، تم الحكم بالإعدام على شاب يحمل الجنسية السويدية يبلغ من العمر 35 عاماً، إلى جانب اثنين من المواطنين العراقيين الذين كانوا يقيمون سابقاً في السويد. ووفقاً للحكم الذي اطلع عليه التلفزيون السويدي، تم العثور على الرجال ومعهم مخدرات في شقة في بغداد.
يؤكد محامي الشاب أن العقوبة لا تتناسب مع الجريمة، ويرى محمد فضل هاشمي، أستاذ علم اللاهوت الإسلامي بجامعة أوبسالا، أن العقوبة قاسية جداً، موضحاً: “أعرف حجم التهريب المتعلق بالمخدرات في هذه البلدان، نحن نتحدث عن كميات كبيرة بالكيلوغرامات”.
عقوبات مشددة لردع الجرائم
تعتبر العقوبات الصارمة التي فرضتها السلطات العراقية خطوة قوية ضد الجريمة المتعلقة بالمخدرات. في المقابل، قال محامي الرجل للتلفزيون السويدي: “لقد حصلوا على هذه العقوبة فقط لأنهم سويديون”.
وأوضح محمد فضل هاشمي أنه من الصعب ربط الحكم بالعلاقات بين السويد والعراق.
يضيف هاشمي: “لا يمكن إجراء هذا الربط كما حدث في إيران فيما يتعلق بتبادل الأسرى”.
تدهور العلاقات بين السويد والعراق
وذكر ألكسندر أتارودي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن العلاقة بين السويد والعالم الإسلامي بأسره قد تدهورت بسبب حرق المصاحف والحرب بين إسرائيل وحماس، مما أثر سلباً على سمعة السويد.
وأشار أتارودي إلى أن العراق حريص جداً على عدم استخدام أراضيه كقاعدة للهجمات الإرهابية أو النشاطات الإجرامية، مضيفاً: “إنهم يكرهون بشدة حقيقة أن الجريمة السويدية قد وجدت موطئ قدم في البلاد وزعزعت استقرار المجتمع العراقي الذي لا يزال يعاني من آثار فترة تنظيم داعش. هذه قضية مهمة جداً للعراق”.
احتجاجات وزارة الخارجية السويدية
وفي سياق متصل، حُكم على ثلاثة مواطنين آخرين يحملون الجنسية السويدية بالإعدام في نفس الشهر بتهمة قتل الزعيم السابق لإحدى العصابات “بنزيما”، الذي قُتل بالرصاص في يناير. وقامت وزارة الخارجية السويدية بعد صدور أحكام الإعدام باستدعاء القائم بالأعمال العراقي في السويد للاحتجاج على الأحكام.
تظل هذه القضايا معلقة في ظل التوترات السياسية والأمنية بين البلدين، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار العلاقات المستقبلية بين السويد والعراق.