يناقش برنامج التلفزيون السويدي الشهير Uppdrag granskning، الذي يُعرض مساء اليوم قضية مهمة، أثارت الجدل ليس في السويد وحدها في دول أوروبية عدة، تتمحور حول العمر المناسب لإنقاذ حياة الأطفال الخُدج في السويد بما يضمن لهم مستقبلاً نوعية حياة أفضل.
أُجبرت ياسمين على اتخاذ أصعب قرار في حياتها عندما كاد ابنها ثيو أن يُولد في الأسبوع 23. كان على ياسمين أن تختار بين محاولة إنقاذ حياة ابنها أو تركه ليموت بهدوء بين ذراعيها. لكن الجدل يكمن في أن المستشفيات في السويد لا تُعطي جميعها للآباء نفس الفرصة لاتخاذ هذا القرار.
في السويد، تُعتبر رعاية الأطفال الخُدّج أمراً مثيراً للجدل، حيث يتم تقديم الرعاية للأطفال المولودين في الأسبوع 22، على عكس دول أخرى تؤجل الرعاية حتى الأسبوع 24.
ويثير هذا الوضع نقاشًا حول من يجب أن يتخذ القرار النهائي بشأن تقديم الرعاية: الأطباء أم الآباء؟
منذ ولادة ثيو، احتاج إلى مراقبة مستمرة ليلاً ونهارًا، مع احتياجات عرضية للأكسجين. الأطفال الذين يولدون في هذا العمر المبكر يتعرضون لخطر الإصابة بمشاكل صحية قد تدوم مدى الحياة، بما في ذلك أمراض الرئة والنزيف الدماغي ومشاكل في شبكية العين.
وأوضحت الدكتورة آن هيلستروم، المتخصصة في طب الأطفال، أن 40 بالمائة من هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى علاج لمنع انفصال الشبكية.
تباين في سياسات المستشفيات
بينما تعتمد بعض المستشفيات في السويد على الأطباء فقط لاتخاذ القرار بشأن تقديم الرعاية المكثفة للأطفال الخُدّج، هناك مؤسسات أخرى تُشرك الآباء في القرار، مثل مستشفى كارولينسكا الجامعي الذي يعتمد نظام “القرار المشترك”.
الدكتور لويز إندري توفي، أحد أطباء الأطفال في كارولينسكا، أوضح: “نحن نسعى إلى التوصل إلى قرار مشترك مع الأهل، بحيث لا نُتخذ القرار بمفردنا.”
على الجانب الآخر، يُبدي الدكتور إريك نورمان، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى أوبسالا، تحفظه على فكرة إشراك الآباء في هذه القرارات قائلاً: “هذا تحميل كبير لمسؤولية على أشخاص غير مستعدين لاتخاذ قرارات حول الحياة والموت”.
ولِد ثيو في مرحلة مبكرة جداً من الحمل، ما أدى إلى مواجهة تحديات صحية متعددة تطلبت مراقبة مستمرة ورعاية خاصة. الأطفال الذين يولدون في الأسابيع الأولى من الشهر السادس عادة ما يحتاجون إلى دعم طبي مستمر، وهو ما قد يتسبب في تبعات طبية مستدامة قد تؤثر على حياتهم المستقبلية.