SWED 24: أثار قرار بلدية هوربي، Hörby في السويد استبدال الدجاج بلحم الخنزير في قاعات الطعام المدرسية جدلاً واسعاً في المدينة، حيث عبر العديد من السكان عن استيائهم من هذا التغيير، خصوصاً أولئك الذين يتجنبون تناول لحم الخنزير لأسباب دينية.
من بين المعترضين على القرار، باردهيل بيتشي، الذي أطلق حملة لجمع التوقيعات ضد هذا التغيير.
وقال في حديثه للتلفزيون السويدي: “عندما يتم تقديم هذا اللحم في المدرسة، لا يأكل ابني سوى الأرز”.
وأوضح أن الأطفال الذين لا يتناولون لحم الخنزير يحصلون على طعام نباتي في الأيام التي يتضمن فيها الجدول الدراسي لحم الخنزير.
وأضاف: “هذا لا يتماشى مع القيم الدينية للكثير من العائلات في المدينة”.
“الأطفال يعودون جائعين”
سمير بافليكا، وهو أيضاً من الآباء الذين يعترضون على التغيير، أكد أن الأطفال يعودون إلى منازلهم جائعين بعد أن تم استبدال الدجاج بلحم الخنزير في وجبات المدرسة.
وقال بافليكا: “البلدية تدعي أنها تلقت ضغوطًا من بعض السكان الذين طالبوا بتقديم طعام أكثر تنوعًا، بما في ذلك لحم الخنزير، ولكن لماذا لم يتم استشارة الأطفال أو أولياء الأمور قبل اتخاذ هذا القرار؟”.
فيما أشار إلى أن الكثير من الأطفال لا يتناولون لحم الخنزير لأسباب دينية أو صحية، معربًا عن استغرابه من القرار الذي يؤثر بشكل مباشر على راحة الأطفال وأسرهم.
رئيس البلدية يرد
رئيس بلدية هوربي، أندرس هانسون، من حزب (SD)، رد على الادعاءات بأن التغيير جاء نتيجة لضغوط في فترة الانتخابات، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي من هذا القرار هو زيادة عدد الأطفال الذين يتناولون الطعام في المدارس.
وقال هانسون: “نحن نسعى لأن يكون لدينا عدد أكبر من الأطفال في قاعات الطعام للاستفادة من الوجبات. ولذا قمنا بتعديل الجدول الزمني لنقل الحساء من يوم الجمعة إلى الخميس لجذب أكبر عدد ممكن من الأطفال في تلك الأيام”.
من جانبها، أوضحت البلدية أنها تتبع إرشادات الهيئة الوطنية للأغذية، مشيرة إلى أن الأطفال الذين لا يتناولون لحم الخنزير يتم تقديم الطعام النباتي لهم كبديل.
وأكدت أن هذا القرار يتماشى مع معايير الطعام المدرسي المعتمدة من قبل الهيئة، التي تهدف إلى ضمان تنوع الوجبات في المدارس مع مراعاة جميع الأديان والثقافات المختلفة في المدينة.
وفي خضم هذا الجدل، بدأ العديد من الآباء في هوربي بالتفكير في الانتقال إلى مناطق أخرى بعد التغيير في سياسة الطعام المدرسي.
وقال سمير بافليكا في هذا الصدد: “لقد فكرنا في الانتقال من هنا. رغم أننا استقرينا في البلدة، إلا أن الوضع الحالي لا يبدو أنه سيتحسن في المستقبل القريب”.
وأعرب بافليكا عن خيبة أمله من أن البلدية لم تبذل جهدًا كافيًا في الاستماع إلى آراء الآباء والأمهات قبل اتخاذ هذا القرار، مطالبًا بتغيير في السياسة الغذائية التي تؤثر على راحة الأطفال وأسرهم.
هل سيكون للقرار تداعيات أوسع؟
تدور تساؤلات عدة حول تأثير هذا القرار على مستقبل الطعام المدرسي في هوربي، خاصة في ظل وجود فئات متعددة من السكان تتبع ثقافات وعقائد مختلفة.
وأثار القرار ردود فعل واسعة من الآباء الذين يشعرون أن حياتهم العائلية أصبحت أكثر صعوبة بسبب هذه التغييرات غير المدروسة.
ومع استمرار الجدل، من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة المزيد من المناقشات حول هذا الموضوع في المجتمع المحلي، حيث يطالب بعض الأهالي بمراجعة شاملة لسياسة الطعام المدرسي لتكون أكثر توافقًا مع احتياجات الأسر المتنوعة في المدينة.