SWED 24: أظهر تقرير جديد صادر عن هيئة المساواة السويدية أن النساء يعانين من فجوة اقتصادية واضحة مقارنة بالرجال منذ بداية حياتهن المهنية. إذ يحصلن على رواتب أقل ويشغلن وظائف أكثر هشاشة من نظرائهم الذكور في سن العشرين، وهو تفاوت يظل مستمرًا طوال الحياة المهنية.
تقول هانا ألفو، المحللة في هيئة المساواة، في تصريح لـ SVT Nyheter: “نلاحظ أن الفجوة تبدأ في الاتساع بالفعل عند سن العشرين”.
فجوة الدخل تتسع مع التقدم في العمر
وبحسب التقرير، فإن الفجوة في الدخل تتشكل في بدايات المسيرة المهنية وتبقى ملازمة للنساء حتى مراحل متقدمة من حياتهن العملية.
تضيف هانا ألفو، قائلة: “عند بلوغ سن 29، يكون دخل الرجال أعلى بنسبة 20% مقارنة بدخل النساء”.
وعلى الرغم من أن نسبة كبيرة من النساء يكملن تعليماً أعلى مقارنة بالرجال، فإن ذلك لا يترجم إلى تكافؤ في الأجور لاحقاً. أحد الأسباب وراء فجوة الدخل هو أن النساء يدخلن سوق العمل في سن متأخرة بسبب دراستهن، لكن المفاجئ هو أن الفجوة لا تتقلص حتى بعد التحاقهن بالوظائف.
توضج ألفو، قائلة: “معظم النساء أنهين تعليمهن وبدأن العمل بحلول سن 29، ولكن اللافت للنظر هو أن الفجوة في الدخل لا تتلاشى عند هذه النقطة”.
اختلاف القطاعات يؤدي إلى تفاوت الأجور
يُعزى جزء كبير من الفجوة في الأجور إلى طبيعة القطاعات المهنية التي تلتحق بها النساء مقارنة بالرجال. حيث تتركز النساء في وظائف منخفضة الأجور، بينما يتمتع الرجال بفرص أكبر في وظائف ذات رواتب أعلى واستقرار وظيفي أكبر.
تضيف ألفو: “نرى أن القطاعات التي تهيمن عليها النساء توفر فرصًا أقل لزيادة الرواتب، وهو ما يمثل المشكلة الأساسية”.
عدم الاستقرار الوظيفي يؤثر على دخل النساء
يتمتع الرجال بنسبة أعلى من الوظائف الدائمة والمستقرة، في حين أن النساء غالبًا ما يعملن بعقود محدودة المدة أو بدوام جزئي، مما يؤثر بشكل مباشر على مستوى دخلهن.
تؤكد ألفو: “في المهن التي تهيمن عليها النساء، نجد أن العمل بدوام جزئي أو بعقود غير مستقرة أكثر شيوعًا، وهو ما ينعكس على الدخل الإجمالي”.
عامل آخر يساهم في تفاقم الفجوة الاقتصادية بين الجنسين هو أن نسبة أكبر من النساء يعتمدن على تعويضات إجازة الأمومة ورعاية الأقارب كمصدر رئيسي للدخل.
تقول ألفو: “هناك معايير اجتماعية تترسخ منذ سن مبكرة جدًا، وهي تؤثر بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي للمرأة في المستقبل”.
يرسم التقرير صورة واضحة لكيفية استمرار التفاوت الاقتصادي بين الجنسين منذ بداية الحياة المهنية. على الرغم من التعليم العالي الذي تحصل عليه النساء، إلا أن عدم المساواة في سوق العمل والقطاعات الوظيفية غير المستقرة يجعل تحقيق التكافؤ الاقتصادي تحديًا مستمراً.