SWED24: تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين إلى مستويات غير مسبوقة، بعد أن أعلنت بكين ردها على الزيادة الأمريكية في الرسوم الجمركية بقرار مماثل، يزيد من حدة التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
فقد رفعت الولايات المتحدة، يوم أمس الخميس، الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية إلى 145 بالمائة، ما دفع الصين إلى الرد بفرض رسوم بنسبة 125 بالمائة على واردات السلع الأمريكية، ابتداءً من يوم غد السبت، الموافق 12 نيسان/ أبريل.
وفي أول تعليق رسمي، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ، عبر تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي CCTV: “في أكثر من 70 عاماً، بني تطور الصين على الاكتفاء الذاتي والعمل الجاد، وليس على صدقات من الآخرين. ولسنا خائفين من القمع غير العادل”.
ورغم التصعيد، أظهرت التصريحات الرسمية من الطرفين نبرة مزدوجة، ففي حين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان أن “الصين ستقاتل حتى النهاية”، أشار متحدث باسم وزارة التجارة خه يونغشيان إلى أن باب التفاوض مع واشنطن ما يزال مفتوحاً.
بين الوعيد والودّ
على الجانب الأمريكي، حذّر وزير الخزانة سكوت بيسنت الدول الأخرى من “الاقتراب اقتصاديًا من الصين”، بينما قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن شي جينبينغ “صديق له” ويرغب بإبرام اتفاق.
وفي ظل هذا التناقض في الرسائل، يخشى خبراء اقتصاديون من أن يدخل العالم في مرحلة من “الصدمة المالية”، خاصة أن الاقتصادين الصيني والأمريكي يمثلان معًا أكثر من 40% من الاقتصاد العالمي، بحسب ما أوردته صحيفة واشنطن بوست.
المحللون يحذرون من أن هذا التصعيد قد يُربك سلاسل التوريد العالمية، ويرفع الأسعار عالمياً، ويزيد الضغط على الأسواق الناشئة.
كما أن بعض الشركات الدولية قد تضطر إلى إعادة النظر في خططها الاستثمارية أو التصنيعية إذا ما استمر النزاع.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستمتد هذه الحرب التجارية إلى مستويات تهدد الاستقرار العالمي؟ أم أن الطرفين سيجدان طريقاً إلى طاولة المفاوضات قبل أن تتحول الحرب التجارية إلى أزمة اقتصادية شاملة؟