SWED24: شهدت الشرطة السويدية تدفقاً غير مسبوق من البلاغات والمعلومات الأمنية بعد الهجوم المسلح الذي وقع في مدرسة ريسبرجسكا بمدينة أوربرو في 4 شباط/ فبراير. ووفقًا للشرطة، فإن حجم المعلومات الواردة غير مسبوق، حيث أبلغ مواطنون وموظفون في مؤسسات مختلفة عن مخاوف تتعلق بتهديدات محتملة لمدارس وأماكن عامة في أنحاء متفرقة من البلاد.
صرّح أندرياس سالسبورن، المنسق في وحدة مكافحة التطرف لدى الشرطة، بأن حجم المعلومات التي تلقتها الشرطة بعد الحادثة تجاوز كل التوقعات.
يقول سالسبورن: “لم نشهد من قبل تدفقاً بهذه الضخامة من المعلومات. عدد كبير من المهنيين وأفراد العائلات يتواصلون معنا للتعبير عن قلقهم إزاء احتمال وقوع هجمات جديدة”.
توترات أمنية بعد الحادثة
في أعقاب الهجوم، شهدت السويد عدة أحداث أثارت مخاوف أمنية، منها:
- ترولهيتان: إخلاء مدرسة ثانوية بعد الاشتباه بوجود شخص يحمل سلاحاً.
- أومول: اعتقال شخصين في 14 فبراير بتهمة التخطيط لهجوم على مدرسة ثانوية، ورغم الإفراج عنهما، لا تزال التحقيقات جارية.
- بلدية فانسبرو: تهديدات خطيرة استهدفت أربع مدارس، مما أدى إلى اعتقال شخص على صلة بالقضية.
بين تقليد الجرائم ونداءات الاستغاثة
ورفض سالسبورن وصف بعض المتورطين في هذه الحوادث بأنهم مجرد “مقلدين” لحادثة أوربرو، لكنه أشار إلى أن الشرطة اضطرت إلى التدخل باستخدام إجراءات أمنية مشددة ضد عدد من الأشخاص الذين أظهروا اهتماماً بالحادثة.
يوضح سالسبورن: “في بعض الحالات، يكون الأمر مجرد اختبار للمنظومة الأمنية وليس بالضرورة رغبة في تنفيذ أعمال عنف. وفي حالات أخرى، قد يكون تعبيرًا عن استغاثة أو محاولة لفت الانتباه”.
أكد سالسبورن أن ارتفاع عدد البلاغات لا يعني بالضرورة تصاعد مستوى التهديد، وإنما يعكس زيادة وعي المواطنين بأهمية الإبلاغ عن أي سلوك مريب.
ويضيف: “لا ينبغي تفسير ذلك على أنه زيادة فعلية في الخطر، وإنما كدليل على أن المزيد من الأشخاص أصبحوا أكثر وعيًا ويقظة تجاه محيطهم”.
وأشار إلى أن بعض المبلغين قد يكونون مدفوعين بالرغبة في إخلاء مسؤوليتهم الأخلاقية، خشية أن يُلاموا لاحقاً إذا ارتكب شخص من محيطهم جريمة.
وشدد سالسبورن على أن: “من الضروري أن تصل إلينا هذه المعلومات، ولكن ينبغي أن تكون مبنية على أدلة موضوعية”.
مدى جدية التهديدات الواردة
أكدت الشرطة أن نسبة كبيرة من البلاغات التي تلقتها كانت ذات صلة، إلا أن غالبية المخاوف لم تكن مرتبطة بأفراد لديهم نية فعلية لارتكاب هجمات.
وأوضح سالسبورن، قائلاً: “في حالات نادرة، تؤدي البلاغات إلى فتح تحقيقات رسمية بتهم مثل التخطيط للقتل، ولكن هذه الحالات تظل قليلة”.
رغم تصاعد القلق العام، لم تتلقَّ الشرطة أي معلومات تشير إلى زيادة فعلية في التهديدات ضد المدارس أو الأماكن العامة.
وقال سالسبورن: “مستوى التهديد الإرهابي لا يزال عند مستوى مرتفع، لكن التهديد الأكبر يأتي من الأفراد الذين يعملون بمفردهم”.
وحثّ سالسبورن المواطنين على متابعة المعلومات الرسمية الصادرة عن السلطات وعدم الانسياق وراء الشائعات، مشيراً إلى أن أي تغيير في مستوى التهديد سيتم الإعلان عنه رسمياً.
وقال: “إذا لم تصدر السلطات أي تحديث، فهذا يعني أن الوضع الأمني لم يتغير وأنه لا يوجد تصعيد في التهديدات”.
وفي ظل هذه الأوضاع، يبقى التحدي الأكبر أمام المجتمع والسلطات هو تحقيق توازن بين تعزيز اليقظة الأمنية وتجنب نشر الذعر بين المواطنين.