ستوكهولم – SWED 24: تشهد الأوساط الداخلية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في السويد حالة من الغضب المتزايد بعد إعلان قيادة الحزب، المتمثلة في ماغدالينا أندرشون وميكائيل دامبري، عن التمسك بسياسة مالية صارمة.
وتواجه قيادة الحزب انتقادات قوية من عدد متزايد من الأعضاء الذين يحذرون من تداعيات تلك السياسة على فرص الحزب في الانتخابات المقبلة.
وخلال السنوات الماضية، حظي الحزب بدعم داخلي قوي ومر بفترة من الاستقرار، منذ تولي أندرسون القيادة بعد مغادرة هاكان يوهولت في 2011. ولكن يبدو أن هذا التماسك مهدد الآن، إذ يتصاعد الغضب تجاه السياسة الاقتصادية الحالية التي تقيد إمكانية الإنفاق والاستثمار، وهي سياسة تبناها الحزب باتفاقه الأخير مع أحزاب “تيدو” حول الإطار المالي الجديد.
ويتمحور الخلاف حول رفض القيادة تبني سياسة توسعية يمكن أن تسمح بالعجز في الميزانية لدعم الاستثمارات الكبيرة، على الرغم من الدعوات المتزايدة من أعضاء الحزب وقطاع واسع من الاقتصاديين المؤثرين في البلاد.
“يوم انتصار”
ماغدالينا أندرسون، التي طالما عُرفت بموقفها المحافظ فيما يتعلق بالاقتصاد، عبرت عن فرحتها بالاتفاق واصفة إياه بأنه “يوم انتصار”، مشيرة إلى أن التوسع في الديون العامة لم يكن يوماً جزءاً من سياسة الحزب. لكن رئيس الاتحاد العمالي “LO”، يوهان ليندهولم، عبر عن خيبة أمله من الاتفاق قائلاً: “كنت أتمنى رؤية خطوات أكبر بكثير”.
ويبدو أن الاحتقان الداخلي لا يقتصر فقط على هذا الاتفاق المالي الجديد، بل يمتد إلى الشكوك حول قدرة الحزب على تقديم رؤية اقتصادية جديدة تلبي تطلعات القاعدة الشعبية.
كما أن العديد من أعضاء الحزب يرون أن القبول بتخفيضات ضريبية وعدم التفاعل مع مطالب إلغاء الخصم الضريبي على الإجازات المرضية كان مخيباً للآمال.
ويزداد الإحباط أيضاً بسبب الشعور بأن القيادة تعرقل أي محاولة لتبني إصلاحات جذرية، مما يثير تساؤلات حول استراتيجية الحزب للانتخابات القادمة. إذ يخشى البعض من أن الحزب سيخوض الانتخابات معتمدًا فقط على سمعة أندرسون وقدرتها على قيادة الحزب، إلى جانب معارضته المستمرة لحزب “SD”، دون تقديم أجندة إصلاحية قوية.
وخلاصة القضية تتركز في أن الضغط الداخلي المتزايد قد يشكل تهديداً حقيقياً للقيادة الحالية إذا لم تستجب لمطالب القاعدة، التي ترى أن الحزب قد يخسر الانتخابات إذا استمر هذا النهج المحافظ دون تقديم رؤية اقتصادية شاملة تعكس احتياجات المجتمع.