SWED 24: كشفت تسجيلات سرية، صوّرها الصحفيون في التلفزيون السويدي، SVT، عن خطاب مثير للجدل ألقته معلمة دينية في مدرسة قرآنية بمركز الإمام الصادق في مالمو، جرى تصنيفه على أنه “معاداة للسامية” بسبب أن المعلمة حثت الأطفال على الدفاع عن فلسطين، ضد من اسمتهم بـ “الكفار”، وفقاً لما ذكره التلفزيون السويدي.
التصريحات أثارت ردود فعل واسعة وانتقادات حول دور التعليم الديني في تعزيز مفاهيم معادية للآخرين.
وذكر التلفزيون السويدي، أنه وخلال جلسة حضرها نحو خمسين طفلًا في المركز، ألقت المعلمة خطابًا وصفت فيه فئة من الناس بـ”الكفار”، وحثت الأطفال على دعم فلسطين.
وقال بيورن فيستريستروم، منسق مكافحة معاداة السامية في بلدية مالمو، عقب اطلاعه على تفاصيل الخطاب: “التصريحات تعزز تصورات معادية للسامية لدى الأطفال وتخلق بيئة خصبة لنشأة هذه الأفكار”.
أغاني وشعارات مثيرة للجدل
وطُلب من الأطفال أيضًا ترديد الأغنية “من النهر إلى البحر”، وهي أغنية مثيرة للجدل تُعتبرها بعض الجهات دعوة لإزالة دولة إسرائيل.
وقال الباحث في شؤون الإرهاب ماغنوس رانستورب: “هذا النوع من الشعارات يحمل مضامين تصعيدية، وهو موجود في ميثاق حماس الذي لا يظهر أي نية للحل السلمي”.
مركز الإمام الصادق، الذي يُدار بتمويل خاص من طائفة شيعية، نفى مسؤوليته عن الخطاب أو نشاط المدرسة القرآنية.
وقال المسؤول عن المركز: “نحن فقط نؤجر المكان، ولا نتحمل أي مسؤولية عما يُقال أو يُفعل”.
رد المعلمة
وعند الاتصال بالمعلمة المتهمة، نفت الواقعة في البداية، واصفة الأمر بأنه “سوء فهم”، لكنها أغلقت النقاش عندما تمت مواجهتها بالتسجيل الصوتي.
وبحسب التلفزيون السويدي، فإن مالمو تعاني منذ سنوات من تصاعد التوترات الطائفية ومعاداة السامية، وهو ما دفع البلدية إلى إطلاق برامج تعليمية لتقديم رؤية متوازنة حول النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
يقول فيستريستروم: “هذه التصرفات تقوّض جهودنا لتعليم الأطفال فهم النزاع بموضوعية”.
وتأتي الحادثة في سياق سلسلة من الأحداث المثيرة للجدل، آخرها خطبة جمعة ألقاها إمام في مالمو تضمنت إشادة بزعماء منظمات مصنفة إرهابية.
وتطرح هذه التطورات تساؤلات حول تأثير الخطاب الديني في تعزيز التوترات الطائفية وضرورة مراقبة محتوى المؤسسات الدينية والتعليمية لضمان انسجامه مع القيم الإنسانية والمجتمعية.