تعتبر متلازمة الإرهاق أحد الأسباب الرئيسية للتغيب الطويل الأمد عن العمل في السويد، لكن هناك نقصًا واضحًا في المعرفة حول كيفية علاج هذا المرض بفعالية.
دانييلا ويستردال، التي عانت من هذه المتلازمة، تعبر عن أسفها لعدم حصولها على المساعدة الصحيحة في الوقت المناسب.
ارتفاع حاد في حالات الإرهاق
منذ عام 2010 وحتى 2023، شهدت السويد زيادة بنسبة تزيد عن 600% في حالات التغيب عن العمل بسبب متلازمة الإرهاق، وفقًا لإحصائيات هيئة التأمينات الاجتماعية السويدية. وفي عام 2023، كانت 75% من الحالات المسجلة من النساء.
نقص الأبحاث والعلاجات الفعّالة
تؤكد هيئة التقييم الطبي والاجتماعي الحكومية السويدية (SBU) أن هناك نقصًا في الأبحاث التي تحدد أساليب علاجية فعّالة لمتلازمة الإرهاق.
ويشير الباحثون إلى عدم وجود علاجات قائمة على الأدلة العلمية بالرغم من وجود بعض العلاجات السلوكية المعرفية (CBT) التي تُظهر نتائج واعدة.
يقول الدكتور جاكوب كلاسون فان دي لور، الذي حصل على درجة الدكتوراه في هذا المجال: “لا توجد نماذج نظرية معترف بها لفهم هذا المرض، مما يجعل من الصعب إيجاد علاجات موحدة وفعّالة”.
التباين في العلاجات المتاحة
تعتمد العلاجات الحالية لمتلازمة الإرهاق على مجموعة متنوعة من الأساليب، من بينها العلاج السلوكي المعرفي، تمارين الاسترخاء، اليوغا، الأدوية المضادة للاكتئاب، وعلاج الحدائق. ويختلف تقديم هذه العلاجات بين مختلف المراكز الصحية في السويد، مما يؤدي إلى حالة من عدم اليقين بين المرضى حول العلاج المناسب لهم.
يوضح الدكتور كلاسون فان دي لور: “بعض المرضى لا يحصلون على أي علاج، بينما يحصل الآخرون على علاجات مبسطة أو شاملة، بدون وجود أساس علمي واضح لهذه العلاجات”.
الحاجة إلى تطوير أساليب علاجية جديدة
تعمل عدة مشاريع بحثية حاليًا على تطوير طرق أكثر فعالية لعلاج متلازمة الإرهاق. في السابق، كان المرضى يُشجعون بشكل رئيسي على الراحة، لكن هناك جهود جديدة لإيجاد طرق بديلة لإدارة التوتر وتحسين الصحة النفسية.
تجارب شخصية وانتقادات للرعاية الصحية
قبل عام، انهارت حياة المدربة الشخصية دانييلا ويستردال في ستوكهولم، حيث تم تشخيصها بمتلازمة الإرهاق بعد تشخيص خاطئ بالاكتئاب.
اليوم، تنتقد دانييلا النظام الصحي لعدم تقديمه المساعدة الصحيحة في الوقت المناسب.
تقول دانييلا: “لو كنت قد حصلت على المساعدة المناسبة منذ البداية، ربما لم أكن سأظل بهذه الحالة السيئة حتى الآن”.