SWED 24: تشهد المدارس الابتدائية والمتوسطة في السويد تصاعدًا مقلقًا في معدلات العنف، حيث تضاعفت البلاغات المتعلقة بالعنف ضد الموظفين والطلاب بنسبة 60 بالمائة خلال السنوات الخمس الأخيرة، وفق تحقيق استقصائي للتلفزيون السويدي Svt.
ففي ربيع العام الماضي، تعرضت معلمة في مدرسة ابتدائية في ستوكهولم لركلة عنيفة في بطنها من طالب في المرحلة الابتدائية، مما أدى إلى إجهاضها، وفق التلفزيون. ورغم أن الحادثة كانت واحدة من بين مئات الحوادث التي أبلغت عنها المدارس، إلا أنها تسلط الضوء على تصاعد ظاهرة العنف في البيئات التعليمية.
وفي حادثة أخرى، تعرض طالب لكسر في معصمه بعد أن دفعه زميله بقوة بجانب محطة للحافلات. كما انتهت رحلة مدرسية بمشاجرات وتهديدات لفظية، مما يزيد من تعقيد الواقع في العديد من المدارس السويدية.
زيادة في الإجازات المرضية بسبب العنف
بيانات هيئة بيئة العمل السويدية تشير إلى ارتفاع حاد في تقارير العنف ضد المعلمين والموظفين في المدارس. الإحصاءات الأخيرة من صندوق التأمينات الاجتماعية تكشف أن الإجازات المرضية المرتبطة بحالات العنف أصبحت أكثر شيوعًا.
كريستيان هانسون، خبير قضايا المدارس في الهيئة، يؤكد أن أغلب هذه الحوادث ترتبط بالطلاب الذين يحتاجون إلى دعم إضافي.
يقول هانسون: “العنف غالبًا ما ينشأ في سياقات يفقد فيها الموظفون السيطرة، خاصة عند التعامل مع طلاب ذوي احتياجات خاصة.”
الميزانية والموارد في قلب الأزمة
آنا أولسكوج، رئيسة اتحاد المعلمين السويديين، ترى أن التحديات تعود إلى تخفيض الموارد المالية للمدارس:
وتوضح أولسكوج، قائلة: “الأطفال بحد ذاتهم ليسوا المشكلة، بل تكمن المشكلة في تدهور ظروف عملنا. مع تزايد الأعباء وقلة الأعداد، يصبح من الصعب السيطرة على هذه التحديات”.
وأضافت: “الحل يحتاج إلى قرارات سياسية جريئة تعالج الجذور الحقيقية للمشكلة، بدلاً من التعامل مع العواقب فقط.”
لوتا إيدهولم، وزيرة التعليم السويدية، وصفت الوضع الحالي بـ”غير المقبول”، داعية إلى تكاتف الجهود بين المدارس وأولياء الأمور.
وقالت إيدهولم: “يجب أن يتحمل الأهالي مسؤولية أكبر، كما أن على المدارس أن تتخذ مواقف صارمة وواضحة تجاه هذه الممارسات.”
وأكدت الوزيرة على التزام الحكومة بتحسين بيئة العمل في المدارس من خلال تشديد القوانين وزيادة الموارد لضمان حماية المعلمين والطلاب على حد سواء.