SWED 24: وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بالانسحاب مجددًا من اتفاقية باريس للمناخ، في خطوة وصفها خبراء بأنها تشكل تهديدًا كبيرًا للجهود العالمية للحد من الاحتباس الحراري. الخطوة، التي جاءت وسط احتفاء مؤيديه، أثارت قلقاً واسعاً حول مستقبل الأهداف المناخية الدولية.
واعتبر البروفيسور بيورن-أولا لينير، خبير السياسات المناخية الدولية بجامعة لينشوبينغ، القرار بمثابة “ضربة قاسية لهدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل من 1.5 درجة مئوية”.
وقال لينير: “انسحاب الولايات المتحدة، ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الكربون عالميًا، يضعف الجهود الدولية ويؤكد أننا نسير في الاتجاه الخاطئ بدلاً من تسريع العمل البيئي”.
تداعيات خطيرة
وتشير التقديرات إلى أن الانسحاب الأمريكي قد يزيد انبعاثات الكربون بمقدار 4 مليارات طن بحلول عام 2030. ومع ذلك، يرى خبراء أن تأثير هذه الخطوة على ارتفاع درجة الحرارة العالمية قد يكون محدودًا.
وأوضح جونس إيبسون، أستاذ القانون البيئي بجامعة ستوكهولم، قائلاً: “رغم أهمية وجود الولايات المتحدة، فإن اتفاقية باريس لن تنهار. قد تشجع هذه الخطوة دولًا أخرى على تكثيف جهودها لتعويض الخسائر”.
ووصفت وزيرة المناخ السويدية، رومينا بورموختاري، انسحاب الولايات المتحدة بأنه خطوة “مقلقة”.
وقالت: “انسحاب بلد بحجم الولايات المتحدة يؤثر على جهود التعاون الدولي، لكننا في السويد والاتحاد الأوروبي سنواصل دعم العمل المناخي وتعزيز الشراكات مع دول أخرى”.
وأشارت بورموختاري إلى أن نصف الولايات الأمريكية مستمرة في جهودها المناخية، مما يخفف جزئيًا من تأثير الانسحاب.
لا انهيار في الأفق
ورغم القلق الدولي، يؤكد لينير أن انسحاب الولايات المتحدة لن يوقف الجهود العالمية.
ويقول: “حين انسحب ترامب في المرة الأولى، استمر العالم في العمل. وسنرى ذلك يتكرر الآن. الجهود البيئية تتجاوز الاتفاقيات الرسمية”.
وأضاف أن عملية الانسحاب تستغرق عامًا، مما يتيح فرصة للدول الأخرى لتعويض غياب الولايات المتحدة.
يبقى تأثير القرار الأمريكي على الأهداف المناخية العالمية محور تساؤلات عميقة. وبينما تتفاقم الأزمة البيئية، فإن استمرار الجهود الجماعية سيكون عامل الحسم في إنقاذ الكوكب.