SWED24: في تصعيد جديد، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متهمًا إياه بـ”رفض إجراء انتخابات”، ووصفه بأنه “ديكتاتور” في منشور نشره على منصة Truth Social.
وكتب ترامب في منشوره: “يجب أن يتحرك بسرعة، وإلا فلن يكون لديه بلد ليحكمه”.
جاءت تصريحات ترامب بعد اجتماع رفيع المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا، تم خلاله التأكيد على استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في خطوة أثارت قلق أوكرانيا.
وفي منشوره، زعم ترامب أن زيلينسكي يحظى بدعم ضعيف داخل أوكرانيا، مدعياً أن نسبة تأييده متدنية، وهو ادعاء يتعارض مع استطلاعات الرأي التي أظهرت أن زيلينسكي لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين الأوكرانيين، رغم الضغوط المتزايدة بسبب الحرب.
وقال ترامب: “إنه ديكتاتور يرفض إجراء انتخابات، ويجب أن يتحرك بسرعة، وإلا فلن يكون لديه بلد ليحكمه”.
اتهامات بالفساد والضغط على واشنطن
اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بإقناع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار في حرب “لا يمكن الانتصار فيها”، كما أشار إلى أن زيلينسكي “اعترف بفقدان نصف الأموال التي أرسلتها واشنطن لأوكرانيا”، وهو ادعاء لم تدعمه أي مصادر رسمية.
وأضاف ترامب: “لقد كان زيلينسكي ماهراً فقط في استغلال بايدن، لكنه فشل في قيادة بلاده، وقدم أداءً كارثيًاً”.
رد فعل أوكراني غاضب: “لن نستسلم”
وجاء الرد الأوكراني سريعاً، حيث رد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها على تصريحات ترامب عبر منصة X (تويتر سابقًا)، قائلاً: “لقد صمدت أوكرانيا أمام أشرس هجوم عسكري في التاريخ الحديث لأوروبا، وعاشت ثلاث سنوات من الحرب الشاملة. الشعب الأوكراني ورئيسه زيلينسكي رفضوا الخضوع لضغوط بوتين. لا أحد يستطيع إجبار أوكرانيا على الاستسلام. سنواصل الدفاع عن حقنا في الوجود”.
غضب دولي: “طعنة في الظهر”
وأثارت تصريحات ترامب ردود فعل غاضبة بين مؤيدي أوكرانيا. حيث قالت لاريسا بيرسون، مؤسسة منظمة “المساعدة لأوكرانيا” في برنامج “Efter fem” على قناة TV4: “إنه لأمر مستفز للغاية. أشعر بالغضب والخذلان. ما فعله ترامب هو طعنة في ظهر زيلينسكي، بل في ظهر الشعب الأوكراني بأكمله. لم نتوقع ذلك”.
ويرى المحلل السياسي في TV4، يوهان فريدريكسون، أن ترامب يعتمد على استراتيجيته المعتادة في الضغط على خصومه سياسيًا، موضحًا: “ترامب يسعى إلى تشويه صورة زيلينسكي لممارسة أقصى ضغط عليه. الرئيس الأوكراني رفض قبول صفقة ترامب التي تتعلق بحقوق التعدين الأوكرانية، كما رفض بشكل قاطع “اتفاقية السلام” التي اقترحها ترامب، والتي كانت تصب في مصلحة روسيا”.
وأضاف فريدريكسون: “تكتيك ترامب واضح: إذا لم تمتثل، فسوف يفضحك علناً ويطعنك في الظهر. إنها أساليب مألوفة في سياساته”.
ترامب يجهّز للخطوة التالية: وقف الدعم العسكري
ةيرى المراقبون أن تصريحات ترامب الأخيرة ليست مجرد هجوم عشوائي، بل جزء من استراتيجية أوسع تمهد لخطوات مستقبلية.
ويقول فريدريكسون: “ترامب يمهد الطريق لسحب الدعم الأمريكي عن أوكرانيا بالكامل. سيبرر قراره بعدم إرسال المزيد من المساعدات عبر الادعاء بأن واشنطن لا يمكنها دعم “ديكتاتور غير موثوق به”. وفي النهاية، قد يضغط باتجاه إجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا، وهي خطوة تصب مباشرة في مصلحة بوتين، الذي يسعى إلى تقويض شرعية زيلينسكي”.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لأوكرانيا، حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على الدعم الأمريكي العسكري والمالي لمواصلة القتال ضد روسيا.
وفي حال نفذ ترامب تهديداته وأوقف الدعم، فقد يكون لذلك تأثير كارثي على قدرة أوكرانيا على الصمود في مواجهة الغزو الروسي، وهو ما قد يعيد رسم المشهد الجيوسياسي في أوروبا بالكامل.