SWED24: في الوقت الذي يواصل فيه دونالد ترامب انتقاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واتهامه بـ”الديكتاتورية”، لا يخفي إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث وصفه سابقًا بأنه ذكي وماكر.
قبل ثلاثة أعوام، وقبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، أثار ترامب جدلاً واسعاً عندما أشاد بقرار بوتين الاعتراف بمناطق أوكرانية كـ”دول مستقلة”، واصفاً ذلك بأنه “عبقري” و”خطوة ذكية للغاية”.
الأسبوع الماضي، أعلن ترامب وبوتين عن بدء مفاوضات بشأن الحرب في أوكرانيا، بعد مكالمة هاتفية بينهما. ومنذ ذلك الحين، صعّد ترامب من هجماته اللفظية ضد زيلينسكي، حيث وصفه في منشور عبر منصة Truth Social بأنه “ديكتاتور”، وزعم دون أي دليل أن شعبية زيلينسكي بين الأوكرانيين لا تتجاوز 4 بالمائة.
كما ذهب ترامب إلى حد تحميل أوكرانيا مسؤولية الحرب، مؤكداً على أن روسيا لديها اليد العليا في مفاوضات السلام لأنها “سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي الأوكرانية”، وعبّر عن ثقته في رغبة الكرملين في التوصل إلى اتفاق سلام.
إعجاب قديم ببوتين: “خطة عبقرية”
قبل أيام فقط من بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، وصف ترامب قرار بوتين الاعتراف باستقلال منطقتي لوهانسك ودونيتسك بأنه “عبقري”.
“هذا رجل يقول: ‘سأعترف بجزء كبير من أوكرانيا كدولة مستقلة’. لقد استخدم كلمة ‘مستقلة’. ثم قال: ‘سندخل هناك للمساعدة في الحفاظ على السلام’. عليك أن تعترف بأن هذا تفكير ماكر”، قال ترامب خلال مقابلة على بودكاست.
في ذلك الوقت، كان أكثر من 100,000 جندي روسي متمركزين على الحدود الأوكرانية، مما كان يشير بوضوح إلى تحضير موسكو لشن هجوم عسكري واسع النطاق.
ترامب لم يتراجع عن موقفه حتى بعد الغزو
في اليوم التالي، وخلال حدث سياسي في “مار-آ-لاغو”، واصل ترامب مديح بوتين، مشيراً إلى أن روسيا استولت على أوكرانيا مقابل عقوبات “بضعة دولارات” فقط، وأضاف:”لقد استولى على بلد بأكمله مقابل عقوبات لا تكاد تساوي دولارين. أقول إنه تصرف ذكي. لقد استولى على بلد شاسع، بمساحات كبيرة وسكان كثيرين، ودخل إليه بكل بساطة”.
حتى بعد أن شنت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا من عدة جبهات، لم يتراجع ترامب عن رأيه وظل متمسكاً بموقفه من بوتين.
تصريحات ترامب المتكررة حول ثقته في بوتين وانتقاداته العنيفة لزيلينسكي أثارت قلقاً واسعاً في أوروبا، حيث تتزايد المخاوف من احتمال تغيير السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال مطروحاً: هل تسعى إدارة ترامب إلى إعادة تشكيل النظام الجيوسياسي العالمي عبر “صفقة كبرى” مع روسيا؟