SWED 24: منذ عام 2014، رسب نحو 62 ألف طالب في الصف التاسع في امتحانات فهم النصوص في الاختبارات الوطنية في السويد، ما يكشف عن تحدٍ تعليمي كبير يهدد مستقبل أجيال بأكملها.
وعلى الرغم من قضاء هؤلاء الطلاب تسع سنوات في التعليم الأساسي، فإنهم لا يستطيعون التعامل مع النصوص المكتوبة بشكل كافٍ.
يقول فريدريك ساندستروم، معلم في المرحلة الثانوية ومحلل تربوي: “فشلنا في دعم هذا العدد الكبير من الطلاب يُعد خيانة واضحة لواجبنا التربوي”.
نتائج مقلقة ومشكلة أعمق
تشير البيانات التي أصدرتها مصلحة المدارس السويدية إلى أن آلاف الطلاب يرسبون سنويًا في جزء فهم النصوص من الامتحانات الوطنية. وتراوحت الأعداد بين 5,695 طالبًا في العام الدراسي 2017/18 و17,574 طالبًا في العام الدراسي 2021/22.
ومع اقتراب الإعلان عن نتائج هذا العام، لا يتوقع الخبراء أن يشهد الوضع تحسنًا.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذه الأرقام. حيث يعتقد المعلمون والباحثون أن الامتحانات الوطنية لا تعكس الصورة الكاملة، حيث إنها تُعتبر سهلة مقارنة بالقدرات المطلوبة.
يقول ساندستروم: “القول بأن هؤلاء الطلاب جاهزون لمواصلة حياتهم الدراسية أو المهنية ليس أكثر من كذبة”.
وتشير آخر تقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) من دراسة PISA لعام 2022 إلى أن ربع طلاب الصف التاسع في السويد لا يصلون إلى الحد الأدنى من مهارات القراءة، ما يعني أن أكثر من 25 ألف طالب يتخرجون سنويًا دون القدرة على القراءة بفاعلية. وإذا استمرت هذه النسبة، فقد تجاوز العدد الإجمالي منذ عام 2014 نحو 200 ألف طالب.
طلاب بلا دعم ومدارس تتجنب النصوص
الطالب “أليكس”، الذي يبلغ من العمر 15 عامًا، يجد صعوبة في قراءة النصوص الطويلة على الرغم من أنه لا يعاني من عسر القراءة ولغته الأم هي السويدية.
يقول أليكس: “القراءة كانت دائمًا صعبة بالنسبة لي. لا أجدها ممتعة أو مفيدة”.
ويضيف أن المدرسة لم تقدم له الدعم اللازم في المراحل الابتدائية، والآن يعتمد على النصوص الصوتية للتعامل مع الدروس.
ويوضح: “أبحث عن مقاطع فيديو قصيرة أو ملخصات بدلاً من قراءة النصوص الطويلة”.
ويشير خبراء إلى أن المشكلة تبدأ منذ المرحلة الابتدائية، حيث تُفشل المدارس في تعزيز مهارات القراءة.
ويلفت ساندستروم إلى أن بعض المدارس تُفضل تقليل الاعتماد على النصوص المطولة لأن الكثير من الطلاب يواجهون صعوبة في متابعتها.
ووفقًا لتقرير صدر عام 2020، فأن نصف طلاب المرحلة الثانوية لا يقرؤون حتى صفحة واحدة من النصوص المتصلة يوميًا. ومنذ ذلك الوقت، يعتقد المعلمون أن الوضع قد ازداد سوءًا.
يقول ساندستروم: “نحن في عصر القراءة المختصرة، حيث أصبحت النصوص تشبه منشورات تيك توك القصيرة. السؤال الحقيقي: ماذا نفعل في المدارس إذا لم نعد نُعلّم الطلاب كيفية التعامل مع النصوص؟”.