SWED 24: كشفت أحدث استطلاعات الرأي التي أجرتها Novus لصالح TV4 Nyheterna عن مشهد سياسي مأزوم يهدد استقرار حكومة أولف كريسترسون، رغم تسجيل المحافظين (M) والديمقراطيين السويديين (SD) مكاسب طفيفة.
في المقابل، يتسارع تراجع الأحزاب الصغيرة في التحالف الحاكم، ما يعمق الأزمة ويثير مخاوف بشأن مستقبل الحكومة في الانتخابات المقبلة.
تأتي هذه النتائج في ظل اضطرابات جيوسياسية متزايدة، من هجمات سيبرانية واستهداف بنى تحتية في بحر البلطيق، إلى تصعيد في الخطاب الأمريكي بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يهدد بإعادة رسم خريطة العلاقات مع أوروبا والناتو وأوكرانيا، وحتى إثارة التوتر بشأن جرينلاند.
ولا يزال الحزب الاشتراكي الديمقراطي (S) متصدرًا المشهد السياسي بحصة 33.8 بالمائة، رغم تراجعه بـ 0.8 نقطة مئوية. يليه الديمقراطيون السويديون (SD) الذين صعدوا بـ 0.5 نقطة إلى 20.3 بالمائة، متقدمين بفارق ضئيل على المحافظين (M) الذين سجلوا 20.1 بالمائة.
يُعزى التحسن النسبي للمحافظين إلى تشديدهم شروط الحصول على الجنسية السويدية، وهو ملف استراتيجي يجذب ناخبي اليمين، وفقًا لخبير الرأي العام هالمار ستريد من Novus.
الأحزاب الصغيرة في أزمة حقيقية
في المقابل، يتواصل نزيف التأييد لـ الليبراليين (L) والمسيحيين الديمقراطيين (KD)، حيث انخفضت نسبة تأييد الأول بـ 0.6 نقطة إلى 2.8 بالمائة، بينما سجل الثاني أكبر خسارة في الاستطلاع بتراجع 1 نقطة كاملة إلى 2.6 بالمائة. هذه الأرقام تضع الحزبين في دائرة الخطر، حيث يواجهان خطر الإقصاء من البرلمان إذا فشلا في تجاوز عتبة 4 بالمائة في الانتخابات القادمة.
وانخفض دعم تحالف تيدو الحاكم بـ 0.8 نقطة إلى 45.8 بالمائة، بينما ارتفع تأييد المعارضة إلى 52.6 بالمائة. مع اقتراب انتخابات سبتمبر 2026، تزداد الضغوط داخل الحكومة، إذ أن إخفاق L وKD في تجاوز نسبة الحسم قد يطيح بالأغلبية البرلمانية بالكامل.
ارتفاع تكاليف الطاقة يضعف موقف المسيحيين الديمقراطيين
يعاني المسيحيون الديمقراطيون (KD) من تداعيات أزمة أسعار الكهرباء، حيث أصبحت زعيمتهم إيبا بوش، بصفتها وزيرة الطاقة، رمزًا لمعاناة الأسر جراء فواتير الكهرباء المرتفعة. رغم محاولاتها تحويل اللوم إلى ألمانيا، يبدو أن الناخبين غير مقتنعين بأدائها، ما يضع الحزب في موقف سياسي ضعيف للغاية.
فضيحة لاندرهولم لم تؤثر بعد على المحافظين.. لكن العاصفة لم تهدأ.
ولم تظهر استطلاعات الرأي حتى الآن تأثيراً واضحاُ لفضيحة هنريك لاندرهولم، المستشار الأمني الوطني المستقيل وصديق أولف كريسترسون منذ الطفولة، على دعم المحافظين. لكن داخل الحزب، تتصاعد الانتقادات بسبب الطريقة التي أُديرت بها الأزمة.
ويحذر مراقبون من أن التحقيق الذي أطلقه جهاز الأمن السويدي (SÄPO) بشأن التعامل غير الآمن مع وثائق سرية قد يؤدي إلى مزيد من الفضائح، ما قد يضع المحافظين في موقف دفاعي حرج، خاصة أنهم جعلوا الأمن القومي أحد أعمدة خطابهم السياسي خلال هذه الدورة البرلمانية.
استطلاع الرأي.. منهجية الدراسة
أجري الاستطلاع على 2358 شخصًا في الفترة ما بين 13 و24 كانون الثاني/ يناير 2025، وسط تصاعد القلق العام بشأن الأمن القومي، الهجرة، والأوضاع الاقتصادية.
خلاصة المشهد ورغم التحسن الطفيف للمحافظين والديمقراطيين السويديين، تظل الحكومة في موقف ضعيف مع استمرار تراجع الأحزاب الصغيرة الحليفة، في وقت تستفيد فيه المعارضة من حالة الإحباط العام. ومع تصاعد التحديات الأمنية والسياسية، يواجه أولف كريسترسون اختبارًا مصيريًا قد يحدد مستقبل حكومته قبل الانتخابات القادمة.