هبطت ثقة الناخبين بزعيم حزب “ديمقراطيو السويد”، جيمي أوكيسون، بشكل كبير بعد الكشف عن حسابات وهمية تابعة للحزب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة “إكسبريسن” بالتعاون مع مؤسسة “فيريان” للأبحاث، أن شعبية أوكيسون تراجعت بمقدار سبع نقاط مئوية، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ ثماني سنوات.
وفي هذا السياق، قال بير سوديربالم، مسؤول استطلاعات الرأي في “فيريان”: “إن التراجع الأبرز كان بين ناخبي الحكومة، الأمر الذي قد يُشكّل مصدر قلق لرئيس الوزراء أولف كريسترسون”.
بالمقابل، شهدت شعبية زعيمة المعارضة ماغدالينا أندرسون ارتفاعًا ملحوظًا.
وكان الاهتمام الإعلامي والتقارير الصحفية حول الحسابات المجهولة التابعة لحزب “ديمقراطيو السويد” على مواقع التواصل الاجتماعي هائلاً، بعد كشفها من قبل قناة TV4.
وقد أدى رفض أوكيسون التراجع عن موقفه، ومهاجمته لما وصفها بـ”عملية تشويه عملاقة” من قبل المؤسسة الليبرالية اليسارية، إلى زعزعة تحالف “تيدو” الحاكم.
وأوضح استطلاع “إكسبريسن” و”فيريان”، الذي أُجري بين 20 و23 مايو/أيار، أن الكشف عن هذه الحسابات ترك أثرًا كبيرًا على شعبية أوكيسون.
“من الواضح أنه تلقى ضربة قوية”
يبدو أن الصورة النمطية لأوكيسون، التي تصوّره كشخص لا يتأثر بالأزمات، قد تبدّلت هذه المرة. فقد انخفضت ثقة الناخبين به بمقدار سبع نقاط مئوية، من 29% إلى 22%. وبذلك، سجّلت شعبية أوكيسون أدنى مستوياتها منذ مايو/أيار 2016.
وأشار سوديربالم إلى أن “من غير المعتاد أن نشهد مثل هذا التراجع الكبير في شعبية زعيم حزب. ورغم أن أوكيسون غالبًا ما كان يخرج قويًا من مختلف أنواع الأزمات والانتقادات التي طالت حزبه سابقًا، إلا أنه من الواضح هذه المرة أنه تلقى ضربة قوية”.
ولم يكن التراجع في شعبية أوكيسون ناتجًا عن ناخبي اليسار، فثقتهم به معدومة أصلًا. بل جاء التراجع الأكبر من جانب ناخبي أحزاب الحكومة الثلاثة: حزب المحافظين، والحزب المسيحي الديمقراطي، وحزب الليبراليين.
كان التراجع دراماتيكيًا بين ناخبي حزب المحافظين. ففي استطلاع فبراير/شباط الماضي، بلغت نسبة ثقة ناخبي الحزب بأوكيسون 38%، أما اليوم فقد انخفضت إلى 26%، أي بتراجع قدره 12 نقطة مئوية.
ورأى سوديربالم أن هذا الأمر قد يُشكّل مصدر قلق لرئيس الوزراء كريسترسون، مشيرًا إلى أن أوكيسون بحاجة إلى تعزيز ثقته بين ناخبي أحزاب الحكومة، لا سيّما في ضوء مطالبة حزبه بالانضمام إلى الحكومة بعد الانتخابات المقبلة.
وأضاف: “يُظهر هذا الأمر وجود بعض العقبات، على الرغم من أنه علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر”.
ومن الجدير بالذكر أن ثقة ناخبي حزب المحافظين بزعيمة المعارضة أندرسون أصبحت مساوية لثقتهم بأوكيسون.
وارتفعت نسبة ثقة هؤلاء الناخبين بأندرسون لتصل إلى 25%، بينما بلغت نسبة ثقتهم بأوكيسون 26%. كما شهدت شعبية أندرسون، التي كانت تعاني تراجعًا كبيرًا، ارتفاعًا ملحوظًا، حيث زادت بمقدار أربع نقاط مئوية.
وبذلك، عادت أندرسون لتحتل الصدارة بنسبة ثقة بلغت 46%، ليزداد الفارق بينها وبين كريسترسون، الذي حلّ ثانيًا.
ولم يُظهر أيّ من قادة أحزاب الحكومة الثلاثة أيّ تغيير ملحوظ إحصائيًا في شعبيته مقارنة بالاستطلاع السابق.
كما ارتفعت نسبة ثقة الناخبين بزعيمة حزب اليسار نوشي دادغوستار بشكل كبير، لتحتل المرتبة الرابعة في قائمة أكثر الزعماء ثقة.
ويمكن للمتحدثة الجديدة باسم حزب البيئة-الخُضر، أماندا ليند، التي انتُخبت أواخر أبريل/نيسان الماضي، أن تفتخر ببداية قوية نسبيًا.
فقد حصلت ليند على ثقة 14% من الناخبين، متجاوزة بذلك سلفها مارتا ستينفي، ومتفوقة بفارق واضح على زميلها في الحزب دانيال هيلدين، وزعيم حزب الوسط محرم ديميروك، اللذين لا يزالان في ذيل القائمة، على الرغم من تقدمهما الطفيف.
المصدر: Expressen