SWED24: أظهرت إحصائيات سوق العقارات السويدي أن أسعار الشقق السكنية والفيلات شهدت انخفاضاً طفيفاً خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، وفقًا لبيانات Svensk Mäklarstatistik. وعلى الرغم من أن الأسعار لا تزال مرتفعة مقارنة بالعام الماضي، فإن التضخم المتزايد وعدم تخفيض أسعار الفائدة يثيران مخاوف حول مستقبل السوق العقاري.
يشير هانس فليك، رئيس تطوير الأعمال في Svensk Mäklarstatistik، إلى أن السوق العقاري في السويد يشهد وفرة كبيرة في العرض، ما يمنح المشترين المزيد من الخيارات ويقلل من الضغوط الزمنية لاتخاذ القرار.
ويضيف: “يوجد الآن عدد كبير جدًا من العقارات المعروضة للبيع، مما يمنح المشترين فرصة للمقارنة والتفكير دون استعجال. على سبيل المثال، الفترة الزمنية التي تستغرقها العقارات للانتقال من العرض إلى البيع أصبحت الآن ضعف المدة التي كانت عليها خلال 2019-2020.”
تباطؤ في قرارات الشراء: “شيء صحي”
يشهد السوق أيضًا تباطؤًا ملحوظًا في وتيرة عمليات البيع والشراء، حيث يستغرق المشترون وقتًا أطول لاتخاذ قراراتهم النهائية.
يقول فليك: “هذا أمر صحي للغاية، فشراء منزل قرار كبير يتطلب دراسة متأنية. من الجيد أن يكون لدى المشترين الوقت الكافي لزيارة العقار مرتين أو ثلاث مرات قبل اتخاذ قرار الشراء”.
وبحسب البيانات، فإن السوق العقاري أصبح أكثر توازناً، حيث يتم التوصل إلى صفقات بين المشترين والبائعين بسرعة أكبر مقارنة بالسنوات السابقة، لكن المزايدات الحادة لم تعد شائعة.
يوضح فليك، قائلاً: “نلاحظ أن معظم عمليات البيع تتم بالقرب من الأسعار المعلنة، دون وجود منافسة شرسة بين المشترين كما كان الحال سابقًا”.
مخاوف اقتصادية قد تؤثر على السوق العقاري
ورغم هذا التوازن الظاهري، تلوح في الأفق مخاطر اقتصادية قد تؤثر على القطاع العقاري في السويد:
- ارتفاع التضخم في يناير يثير القلق بشأن استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة.
- البنك المركزي السويدي (Riksbanken) صرّح بعدم وجود خطط قريبة لخفض أسعار الفائدة، مما قد يؤثر على معدلات الرهن العقاري.
- التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا قد تؤدي إلى زيادة الرسوم الجمركية، مما يرفع الأسعار ويؤثر على الاقتصاد بشكل عام.
ويُحذر فليك، قائلاً: “إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية على أوروبا، وردّت أوروبا بإجراءات مماثلة، فإن التضخم قد يرتفع. وفي هذه الحالة، قد لا يتم خفض أسعار الفائدة كما يتوقع البعض، مما قد يحد من الإقبال على سوق العقارات”.
في ظل هذه التطورات، يبقى سوق العقارات السويدي في مرحلة من الترقب، حيث تعتمد تحركات الأسعار في الأشهر المقبلة على مدى استقرار الأوضاع الاقتصادية محليًا وعالميًا.