أطلقت منطقة ستوكهولم أكبر مشروع تجريبي لتخفيض ساعات العمل في السويد، حيث سيتم تخفيض ساعات العمل لـ 1400 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في وحدات العمليات الجراحية مع الحفاظ على الرواتب دون تغيير.
وأعلن يوناس ليندبرغ، من حزب اليسار، عن الإصلاح قائلاً: “لقد قدمت الكوادر الطبية جهودًا استثنائية في أصعب الظروف. الآن، يقع على عاتق السياسيين مسؤولية دعمهم”.
ومن المقرر أن يبدأ هذا المشروع في 1 أيلول/ سبتمبر 2025، وسيشمل 400 ممرض تخدير، 400 ممرض عمليات، و600 مساعد طبي في أقسام العمليات.
34 ساعة عمل أسبوعيًا
وسيتم تقليص ساعات العمل لهؤلاء الموظفين إلى 34 ساعة في الأسبوع لمدة عامين، ما يعني تقليص ساعات العمل بين 3 – 4.25 ساعات أسبوعيًا، حسب العقود الحالية.
وأوضح ليندبرغ: “الوقت الذي يتم توفيره سيستخدمه الموظفون لاستعادة نشاطهم، أو التدريب، أو حتى التعليم المستمر”.
وأشار ليندبرغ إلى أن ظروف العمل الصعبة كانت أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت قطاع الرعاية الصحية يواجه تحديات في تقديم خدماته بكفاءة، خاصة في وحدات العمليات، حيث أصبح من الصعب بشكل متزايد توظيف كوادر جديدة في السنوات الأخيرة.
وأضاف ليندبرغ الى أن: “نظام ساعات العمل الحالي قديم ويُرهق الموظفين، مما صعّب علينا تقليل قوائم الانتظار في المستشفيات. تقليص ساعات العمل كان المطلب الأساسي في إضراب العاملين في الرعاية الصحية خلال الصيف”.
ردود فعل إيجابية من الموظفين
إحدى المشاركات في البرنامج، مونيكا هايم، ممرضة تخدير في مستشفى كارولينسكا، علقت على المشروع قائلة: “لقد كان الوضع مرهقًا للغاية. أعتقد أن هذا هو الاتجاه الصحيح، حيث نواجه صعوبة في إيجاد كوادر جديدة ونعاني من ساعات العمل الإضافية”.
وأشارت التجارب السابقة، التي أجريت في مناطق أخرى مثل أوستريوتلاند، إلى أن تقليص ساعات العمل أدى إلى زيادة ساعات العمل الفعلية نتيجة تحسن الحالة الصحية للعاملين وزيادة رغبتهم في العمل بدوام كامل.
فوائد شخصية ومهنية
وقالت مونيكا هايم إنها تتطلع إلى قضاء المزيد من الوقت مع عائلتها دون الحاجة إلى تقليل دخلها.
وأضافت: “سأتمكن من الخروج أكثر مع كلابي الثلاثة واستلام طفلي من الروضة في وقت مبكر”.
يقدر أن تكلف هذه التجربة 200 مليون كرونة على مدى عامين، لكن ليندبرغ يشير إلى أن التكلفة قد تكون أقل مما هو متوقع، مشيرًا إلى تجربة أوستريوتلاند التي سجلت زيادة طفيفة فقط بنسبة 0.67 بالمائة في تكاليف الأجور.
وإذا نجحت التجربة وحققت النتائج المرجوة، فسيتم تطبيق النظام بشكل دائم وتوسيعه ليشمل مجموعات أخرى من العاملين في الرعاية الصحية.
وقال ليندبرغ: “لقد وعدنا بالاستماع إلى موظفينا، ويجب أن نفي بهذا الوعد. قمنا بتقليل الاعتماد على الموظفين المؤقتين، والآن يمكن أن تعود هذه المدخرات إلى موظفينا الدائمين”.