SWED24: حذر عدد من المعلمين في السويد من تنامي ما وصفوه بـ”السلطة المفرطة” التي بات يتمتع بها الطلاب داخل الفصول الدراسية، الأمر الذي قد يُضعف من دور المعلم ويؤثر على جودة التعليم، بحسب ما نقلته مجلة Vi Lärare المتخصصة في شؤون التعليم، استناداً إلى مراجعة أجراها اتحاد معلمي المواد الدراسية في البلاد.
في السنوات الأخيرة، أصبح الطلاب في المدارس السويدية يتوقعون أن تكون لهم الكلمة في قرارات متعددة تتعلّق بمحتوى الدروس، طرق التدريس، وحتى إعادة ترتيب الاختبارات أو اختيار نوع العرض بين الشفهي والكتابي. هذا التوجه يعكس الروح الديمقراطية التي تحكم النظام التعليمي السويدي، لكنه يثير أيضاً مخاوف بين عدد من المعلمين بشأن حدود هذه المشاركة وتأثيرها على سلطة المعلم.
من أصل 2718 معلماً شاركوا في استطلاع أجراه الاتحاد، قال 63٪ إن تأثير الطلاب في الصفوف الدراسية قد ازداد، فيما اعتبر 37٪ أن هذا التأثير أصبح مفرطاً. كما عبّر 70٪ عن الحاجة إلى توضيح الإرشادات الرسمية بشكل يؤكد أن القرار التعليمي النهائي ينبغي أن يبقى بيد المعلم.
ما هو نظام التعليم في السويد؟
النظام التعليمي في السويد يُعرف بدعمه للمساواة وحقوق الطفل، ويُشجع على مشاركة الطلاب في العملية التعليمية من خلال إبداء آرائهم ومقترحاتهم حول أسلوب التدريس وبيئة التعلم. كما أن قانون حقوق الطفل أصبح جزءاً من التشريعات السويدية، ما يعزز أهمية الاستماع إلى صوت الطالب.
التحدي: توازن المشاركة والمسؤولية
ماريا ويمان، معلمة في مدرسة ابتدائية، لا تتفق مع التوصيف القائل إن سلطة المعلمين أصبحت غائبة، بل ترى أن مشاركة الطلاب أمر إيجابي إن تمّ في إطار واضح. تقول: “نحن نعيش في مجتمع ديمقراطي، والاستماع إلى الطلاب أمر جوهري. لكن يجب أن نُبقي في أذهاننا أن المعلم هو من يمتلك المعرفة ويستند إلى وثائق إرشادية يجب احترامها”.
أما لينا نوري، وهي معلمة في المرحلة الثانوية منذ عام 1991، فترى أن بعض الطلاب باتوا يطالبون بردود فورية على رسائل البريد الإلكتروني وتنظيم اختبارات بديلة في أوقات تناسبهم، لكنهم في بعض الأحيان لا يحضرون حتى بعد الموافقة على مطالبهم. وتضيف: “يبدو أن بعض الطلاب يفتقرون إلى الاحترام والثقة بالمعلمين”.
خلاصة:
المعلمون في السويد يجدون أنفسهم بين مطرقة الواجبات التعليمية وسندان تزايد التوقعات من الطلاب الذين نشأوا في بيئة ديمقراطية تشجع على التعبير والمشاركة. لكن التحذير الذي يطلقه الكثيرون اليوم هو ضرورة إيجاد توازن بين إشراك الطالب في العملية التعليمية، وبين الحفاظ على سلطة المعلم باعتباره الخبير التربوي والمسؤول عن تقديم المعرفة.