SWED 24: أظهر تقرير جديد أن عدد مستخدمي مضادات الاكتئاب في السويد سجل رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث صرف أكثر من 1.2 مليون شخص هذه الأدوية خلال العام الماضي. وعلى الرغم من انتشار استخدامها، يفتقر النظام الصحي إلى إجراءات فعالة لمساعدة المرضى على التوقف عن تناولها بأمان، مما يثير قلقًا متزايدًا بين الخبراء.
وبحسب هيئة الخدمات الاجتماعية، زاد عدد مستخدمي مضادات الاكتئاب هذا العام بمقدار 37,000 شخص مقارنة بالعام الماضي. ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى أن الكثير من المرضى يستمرون في تناول هذه الأدوية لفترات طويلة دون متابعة طبية كافية.
وأشار الطبيب العام أندريه ماركس، المتخصص في الصحة النفسية، إلى أن حوالي نصف المرضى يعانون من أعراض انسحابية خطيرة عند تقليل الجرعات، مثل الدوار، الصداع، الغثيان، واضطرابات النوم، بينما يعاني البعض الآخر من القلق الحاد، مشكلات في الذاكرة، وأفكار انتحارية.
وقال ماركس: “للأسف، الأطباء غالبًا ما يخلطون بين أعراض الانسحاب وانتكاسة جديدة للاكتئاب، ما يدفعهم إلى الاستمرار في وصف الدواء بدلًا من معالجة المشكلة الأساسية.”
تأثيرات طويلة الأمد وإفراط في الوصف
وأوضح ماركس أن الاستخدام طويل الأمد لمضادات الاكتئاب يزيد من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام والنزيف الداخلي، بالإضافة إلى آثار نفسية مثل “الخمول العاطفي”، مما يفقد المرضى الشعور الحقيقي بالفرح أو الحزن، وحتى الرغبة الجنسية.
وأكد أن الإفراط في وصف مضادات الاكتئاب يُعد مشكلة كبيرة في السويد.
وقال: “بالنسبة لبعض المرضى، هذه الأدوية مفيدة. لكن الغالبية أصبحوا مستخدمين دائمين لها دون حاجة ضرورية.”
الشباب الأكثر تأثراً
وارتفع استخدام مضادات الاكتئاب بشكل كبير بين الأطفال والشباب، وهي الفئة الأكثر صعوبة في التوقف عن تناولها.
وأضاف ماركس: “عندما يبدأ المراهقون في استخدام هذه الأدوية، التي تؤثر على تطور الهوية والعواطف والرغبة الجنسية، يصبح من الصعب عليهم مواجهة المشكلات التي كان من المفترض التعامل معها في سن مبكرة.”
ودعا ماركس إلى تحسين متابعة المرضى وتوعية الأطباء حول أعراض الانسحاب، لتجنب الاستخدام غير الضروري لمضادات الاكتئاب ومعالجة المشكلات النفسية بشكل أكثر فاعلية.