SWED24: شهدت السويد مساء الأربعاء واحدة من أخطر الهجمات السيبرانية في تاريخ خدمات الهوية الرقمية، حيث تعرضت خدمة Bank-id، التي يستخدمها أكثر من 8.6 مليون شخص في البلاد، لهجوم متطور من نوع “الحرمان من الخدمة” (DDoS) أدى إلى تعطل الخدمة لقرابة ثلاث ساعات.
وأكد أندرياس بيرغكفيست، رئيس الأمن في الشركة المسؤولة عن Bank-id، أن الهجوم الأخير كان الأكثر تعقيداً حتى الآن، مشيرتً إلى أن “جميع أنظمة الحماية لدينا وُضعت تحت أقصى درجات الاختبار”.
وقال بيرغكفيست: “نتوقع بشكل واضح أن يتكرر مثل هذا الهجوم مجدداً، رغم الاستعدادات الأمنية المحكمة”.
ورغم أن الهجوم لم يؤثر على سرية بيانات المستخدمين أو أمان الخدمة، إلا أنه تسبب بشلل مؤقت في استخدامات حيوية تشمل تسجيل الدخول للمواقع البنكية، وحجز مواعيد الرعاية الصحية، والتسوق الإلكتروني.
ناقوس خطر وطني
من جهته، دعا ماركوس نوهلبيرغ، الخبير في الأمن السيبراني بجامعة شوفده، إلى مراجعة وطنية جادة حول الاعتماد المفرط على خدمة واحدة للهوية الرقمية، مشيراً إلى أن الهجوم “يذكرنا بأننا وضعنا الكثير من البيض في سلة واحدة”.
وأضاف: “عندما تتعطل خدمة مثل Bank-id، لا تتأثر فقط عمليات الدفع الفردية، بل يمكن أن تتوقف أعمال كاملة”.
واقترح نوهلبيرغ ضرورة تطوير خطط بديلة على مستوى الأفراد والدولة، وعدم الاكتفاء بخدمة رقمية واحدة فقط.
نقاش حول بدائل حكومية
في ظل هذه الأحداث، أكّد إريك سلوتنر، وزير الشؤون المدنية، أن الحكومة تعمل حاليًا على دراسة جدوى إطلاق هوية رقمية حكومية تكون تحت إشراف الدولة، شبيهة بإصدار جوازات السفر.
وقال سلوتنر في بيان: “أحداث الأربعاء أظهرت بوضوح الحاجة إلى تعددية في حلول التوقيع الإلكتروني، بما يعزز الأمن الرقمي للمواطنين”.
وبالرغم من أهمية هذه المبادرات، يعتقد بيرغكفيست أن التحديات الأمنية ستظل قائمة، ويقول:”أي خدمة رقمية، حكومية كانت أو خاصة، تظل هدفاً مشروعاً لمثل هذه الهجمات، والتحديات واحدة في مواجهة التهديدات الإلكترونية المعقدة”.