SWED 24: تواجه رياض الأطفال في السويد أزمة حادة تتعلق بالاكتظاظ الكبير في المجموعات التعليمية، حيث يعمل أكثر من 80 بالمائة من المعلمين ضمن مجموعات تتجاوز الحد الأقصى الموصى به من قبل المجلس الوطني للتعليم، مما يثير مخاوف متزايدة حول نقص الرقابة والتأثيرات السلبية على بيئة التعلم ونمو الأطفال.
تقرير جديد صادر عن اتحاد المعلمين السويدي يكشف أن حجم المجموعات في العديد من رياض الأطفال يتجاوز المعايير الموصى بها، إذ يزيد عدد الأطفال في الفئة العمرية من سنة إلى ثلاث سنوات عن 12طفلاً، بينما يتجاوز العدد في الفئة العمرية من 4 إلى 5 سنوات 15طفلاً.
ويؤكد التقرير أن هذا الاكتظاظ يؤدي إلى صعوبة في متابعة الأطفال بشكل فردي، مما ينعكس سلبًا على مستوى التحفيز المعرفي واللغوي والعاطفي لديهم.
المعلمون يحذرون من أن تزايد عدد الأطفال في كل مجموعة يجعل من الصعب تقديم الرعاية والتوجيه المناسبين، حيث أشار 70 بالمائة من المعلمين إلى أنهم يواجهون صعوبات متكررة في الإشراف على الأطفال عدة مرات أسبوعياً، كما أفاد 50 بالمائة بأنهم غير قادرين على تنفيذ جميع المهام التربوية المطلوبة منهم بسبب الضغط الكبير الناتج عن الأعداد المتزايدة من الأطفال.
الأزمة لا تتوقف عند التأثير على المعلمين فقط، بل تمتد لتطال الأطفال أنفسهم، حيث يشير التقرير إلى أن الاكتظاظ في المجموعات يزيد من احتمالات تعرض الأطفال للإصابات نتيجة نقص الإشراف. كما أنه يرفع من معدل التنمر بين الأطفال نتيجة عدم توفر بيئة منظمة وآمنة تمكنهم من التفاعل بشكل صحي. بالإضافة إلى ذلك، تصبح عملية الكشف عن الأطفال الذين يحتاجون إلى دعم إضافي أكثر تعقيدًا، مما يؤخر التدخل اللازم لتحسين ظروفهم التعليمية.
أمام هذه التحديات، يطالب اتحاد المعلمين السويدي باتخاذ تدابير عاجلة لحماية جودة التعليم وتحسين بيئة التعلم للأطفال، حيث يقترح وضع تشريعات تحدد الحد الأقصى لعدد الأطفال في كل مجموعة، بحيث لا يتجاوز 12 طفلاً للفئات العمرية الأصغر و 15 طفلاً للفئات العمرية الأكبر. كما يدعو إلى توفير معايير جديدة تنظم عدد المعلمين مقارنة بعدد الأطفال، بحيث يكون هناك معلم لكل ثلاثة أطفال في الفئات العمرية الأصغر، ومعلم لكل خمسة أطفال في الفئات العمرية الأكبر.
رئيسة اتحاد المعلمين السويدي، آنا أولسكوج، تعرب عن قلقها البالغ إزاء هذه الأزمة، وتؤكد أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى موجة استقالات واسعة في صفوف المعلمين، مما سيفاقم المشكلة بشكل أكبر. وتشير إلى أن الأطفال بحاجة ماسة إلى التفاعل المستمر، والعلاقات الوثيقة، والتوجيه المباشر، وإن لم يحصلوا على ذلك، فسيكونون أكثر عرضة للمضايقات والمخاطر، كما أن مستقبلهم التعليمي سيواجه تحديات كبيرة.
رغم الدعوات المتزايدة للإصلاح، لا تزال الحكومة تواجه ضغوطاً مكثفة من قبل المعلمين والأهالي والنقابات لحل هذه الأزمة، إذ يتساءل الكثيرون عما إذا كانت السلطات المعنية ستتخذ إجراءات سريعة وحاسمة، أم أن رياض الأطفال ستظل تعاني من اكتظاظ شديد يؤثر سلبًا على جودة التعليم وسلامة الأطفال.