SWED24: حذّرت سلطات التعليم ومكافحة الإرهاب في بريطانيا من موجة متزايدة من تطرف الفتيان الصغار، الذين يتأثرون بشكل متسارع بخطاب كراهية النساء المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة من قبل من يُعرفون بـ”المؤثرين الذكوريين” أو “المانفلونسرز”.
ووفقاً لإحصائيات رسمية، أُحيل 54 شاباً خلال عام واحد فقط إلى برنامج “Prevent” لمكافحة التطرف، بسبب ارتباطهم بأفكار أيديولوجية “الإنسيل”، وهي حركة يُنظر إليها على أنها تغذي مشاعر العداء للنساء والرفض الاجتماعي.
بداية التطرف… من المدرسة الابتدائية
يقول توماس مايكل، وهو مسؤول أمن في مدرسة ابتدائية بغرب إنجلترا:”نلاحظ أن بعض الفتيان في عمر 9 أو 10 سنوات، يتبنون عبارات وسلوكيات معادية للنساء. الأمر لا يبدأ بالعنف، بل بتطبيع كراهية المرأة كفكرة”.
ويرى مايكل أن المنصات الاجتماعية باتت ساحة مفتوحة لتسويق كراهية النساء بشكل مغلّف.
ويضيف: “يُقدَّم المحتوى على أنه تطوير للذات، ثم يبدأ التسلل التدريجي لأفكار سامة، أن المرأة لا تستحق الاحترام إلا إن كنت قوياً وناجحاً… كما يُصوّر الأمر”.
“المانوسفير”
تشير دراسات حديثة إلى أن ما يُعرف بـ”المانوسفير”، وهي شبكة من المجتمعات الرقمية المناهضة للنسوية باتت بوابة دخول للثقافة الإنسيليّة، وتؤدي في بعض الحالات إلى تبني أفكار متطرفة قد تترجم إلى عنف فعلي.
وتصدّر الحديث عن هذه الظاهرة بعد عرض المسلسل البريطاني Adolescence، الذي يحكي قصة فتى يبلغ 13 عاماً يُتهم بقتل فتاة في مثل عمره، ويُلمح إلى تأثره بخطابات كراهية النساء.
الشرطة: هذه ليست مزحة رقمية
في تصريح غير مسبوق، خرجت شرطة مكافحة الإرهاب في لندن لتحذّر الآباء من أن أطفالهم قد يتعرضون – دون علمهم – إلى مواد رقمية تغذي العنف الجنسي والتحريض ضد النساء.
وقالت السلطات الأمنية: “ما كان يُعد مزحة أو سخرية على الإنترنت، بات الآن مدخلًا فعليًا إلى التطرف”.
البيانات أظهرت أن عدد الإحالات بسبب هذه الأيديولوجيا كان صفراً حتى عام 2000، وارتفع إلى 3 حالات فقط حتى عام 2021، ليقفز إلى 54 حالة بين 2023 و2024.
ما وراء أندرو تايت
رغم أن اسم المؤثر الأمريكي-البريطاني أندرو تايت يتكرر كثيرًا، يؤكد توماس مايكل أن المشكلة أعمق من ذلك: “تايت ليس إلا قمة الجبل الجليدي. هناك العشرات من الحسابات التي تروج لنفس الرسائل بصور أقل مباشرة، لكنها أكثر خداعاً وتأثيراً”.
ويحذر مايكل من أن السكوت على هذا المحتوى بحجة “حرية التعبير” قد يُغلق أعيننا عن واقع خطير قادم، يطال عقول الأطفال وهم لا يزالون في مراحلهم الأولى من التكوين النفسي والقيمي.
الخبراء يرون أن التصدي لهذه الظاهرة يحتاج إلى تحالف بين الأسر، والمدارس، وصناع المحتوى والمنصات الرقمية، وأن المعركة ليست فقط قانونية، بل ثقافية وتربوية أيضاً.